سيرة ستيف جوبز الذاتية
وُلد ستيف جوبز - واسمه العربي مصعب عبد الفتاح الجندلي الرفاعي وهو سوري، حمصي الأصل - في سان فرانسيسكو عام 1955 لأبوين غير متزوجين كانا حينها طالبين في الجامعة، وقد عرضه والده عبد الفتاح الجندلي للتبني بعد رفض أسرة جوان شيبل زواجها من غير كاثوليكي فتبناه بول وكلارا جوبز الذي كان يعدهما بمثابة والديه الحقيقيين.
التحق جوبز بمدرسة محلية في كاليفورنيا والتحق بعد ذلك بكلية ريد في بورتلاند/أوريغون، وتميز تعليمه بنتائج اختبار ممتازة وإمكانيات كبيرة، وخلال دراسته في كلية ريد حضر دورة لتعلم الخط العربي أفادته في رسم الخطوط المتعددة لـ "Apple" فيما بعد بحسب ما أشار هو بذلك، وفي عام 1974 سافر جوبز مع دانييل كوتكي إلى الهند بحثًا عن التنوير الروحي واتجه إلى أشرم نيم كارولي بابا في كينشي، وبسبب الأشهر العديدة التي قضاها في الهند أصبح على دراية بالفلسفة الروحية البوذية والشرقية.[1]
أبل وعصر الحاسوب الشخصي
أدرك جوبز وجود فجوة كبيرة في سوق الحاسوب، ففي ذلك الوقت كانت جميع أجهزة الحاسوب تقريبًا أجهزة مركزية وكانت كبيرة جدًا بحيث قد يشغل الواحد منها غرفة كاملة، وكذلك كانت مكلفة للغاية بحيث لا يستطيع الأفراد شرائها، وهنا سعى جوبز إلى الاستفادة من التقدم في مجال الإلكترونيات إلى جعل مكونات الحاسوب أصغر بالإضافة إلى تحسين القدرة الكلية للحاسوب.
في أواخر السبعينيات قام جوبز وشركاؤه زنياك ومايك ماركيولا وغيرهما بإعادة تصميم جهاز الحاسوب بحيث يمكن تزويد المستخدمين به، وغزت أول خطوط الإنتاج السوق في عام 1977 والتي تُعرف باسم سلسلة "Apple II" مع مبيعات كبيرة في العام الأول بلغت 2.7 مليون دولار، وفي غضون ثلاث سنوات نمت مبيعات الشركة إلى 200 مليون دولار وكانت هذه واحدة من أكثر الحالات ندرة لنمو الشركات في تاريخ الولايات المتحدة، وبعدها افتتح جوبز وشركاؤه سوقًا جديدًا تمامًا يتضمن أجهزة حاسوب شخصية تمتلك طريقة جديدة تمامًا لمعالجة المعلومات.
بحلول عام 1980 كان عصر الحاسوب الشخصي مزدهرًا واضطرت شركة "Apple" باستمرار إلى تحسين منتجاتها لتظل في المقدمة حيث دخل المزيد من المنافسين إلى السوق، ولذلك قدمت شركة "Apple" جهاز "Apple III" لكن النموذج الجديد عانى من مشاكل فنية وتسويقية ولذلك سُحب من السوق لإعادة صياغته وإعادة تقديمه لاحقًا.
في وقت مبكر من عام 1983 كشف جوبز النقاب عن إصدار جديد من الحاسوب الشخصي حيث صُمّم للأشخاص الذين يمتلكون الحد الأدنى من المقدرة على التعامل مع الحاسوب، ومع ذلك لم تكن المبيعات جيدة لأنها كانت أغلى من أجهزة الحاسوب الشخصية المنافسة بما في ذلك حواسيب شركة "(International Business Machines (IBM" والتي كانت أكبر منافس لشركة "Apple"، وبحلول عام 1983 قُدّر أن شركة "Apple" فقدت نصف حصتها في السوق (جزء من مبيعات الصناعة التي تملكها شركة معينة) لصالح شركة "IBM".
في عام 1984 قدمت شركة "Apple" نموذجًا جديدًا ثوريًا عُرف باسم "Macintosh "، حيث تضمن هذا النموذج صور صغيرة تظهر على الشاشة تُعرف باسم الأيقونات، وهذا مكّن المستخدم من الوصول إلى الأوامر من خلال النقر باستخدام جهاز جديد يسمى "Mouse" على الأيقونة المطلوبة، ومع ذلك لم تكن مبيعات "Macintosh" جيدة فقد كانت تفتقر إلى ميزات أجهزة الحاسوب الشخصية الأخرى مثل الطابعات ذات الجودة العالية وغيرها، وقد أشار فشل "Macintosh" إلى بداية سقوط جوبز في شركة "Apple" كي يستقيل في عام 1985 من الشركة التي ساعد في تأسيسها على الرغم من أنه احتفظ بلقبه كرئيس لمجلس إدارتها.[2]
إنجازات ستيف جوبز
فيما يلي نستعرض أهم إنجازات ستيف جوبز:[3]
- إشعال ثورة الحاسب الشخصي: مع إصدار "Apple II" و"Macintosh" ساعد جوبز في إطلاق ثورة للحاسوب الشخصي، فقد كان "Apple II"، الذي صدر في عام 1977، واحدًا من أول أجهزة الحاسوب الشخصية الناجحة للغاية، وكان "Macintosh"، الذي صدر عام 1984، أول كمبيوتر شخصي ناجح تجاريًا يستخدم "Mouse" وواجهة مستخدم رسومية "الأيقونات".
- إدخال الـ "Mouse" وواجهة المستخدم الرسومية: غيّر جوبز كيفية تفاعل الأشخاص مع أجهزة الحاسوب الشخصية عن طريق استبدال واجهة سطر الأوامر النصية بواجهة مستخدم رسومية مدفوعة بالـ "Mouse"، وبدلاً من كتابة الأوامر باستخدام لوحة المفاتيح يمكن للمستخدمين النقر فوق الرموز التي تظهر على الشاشة باستخدام وحدة تحكم الـ "Mouse"، ويُذكر أن جوبز استعار فكرة الواجهة الجديدة من مركز أبحاث بالو ألتو من زيروكس ( XEROX ) والتي فشلت في رؤية إمكاناتها.
- تمكين الجماهير من استخدام مشغلات الموسيقى المحمولة: على الرغم من وجود مشغلات موسيقى رقمية محمولة قبل ظهور "Apple" لأول مرة في "iPod" في عام 2001 إلا أن "Apple" جعلت الجهاز وسيلة ممتعة وبسيطة وعصرية لتخزين آلاف الأغاني، وسرعان ما سيطر إنشاء الوظائف على السوق.
- إحداث ثورة في إمكانية تحميل الموسيقى: من خلال متجر "iTunes" تمكن المستهلكون بطريقة سهلة من تحميل الأغاني على أجهزة الحاسوب وأجهزة "iPod" الخاصة، حيث قدم متجر "iTunes" للناس بديلاً لشراء الأقراص الموسيقية المضغوطة أو تنزيل الأغاني بطريقة غير قانونية من خدمات المشاركة عبر الإنترنت.
- رعاية عصر الرسوم المتحركة المنتجة باستخدام الحاسوب: وذلك من خلال تمويل استديوهات بيكسار للرسوم المتحركة، فقد اشترت شركة والت ديزني بيكسار في عام 2006 مقابل 7.4 مليار دولار وهذا جعل جوبز أكبر مساهم منفرد لديزني في ذلك الوقت.
- فتح متاجر "Apple": تحدى جوبز المشككين عندما أطلق سلسلة من متاجر "Apple" للبيع بالتجزئة في عام 2001، وقد أثبتت المتاجر نجاحها الكبير ليس فقط في بيع المنتجات ولكن أيضًا في توسيع علامة "Apple" التجارية في جميع أنحاء العالم، وتدير "Apple" الآن أكثر من 350 متجرًا.
- جعل أجهزة الحسوب الشخصية أنيقة: منذ البداية تميزت أجهزة حاسوب "Apple" بأنها أنيقة، من "iMacs" الأصلية الملونة إلى "MacBook Air".
- إطلاق ثورة الهاتف الذكي: عندما أدخل جوبز شركة "Apple" في مجال الهواتف المحمولة مع "iPhone" في عام 2007 لم يضف فقط إمكانيات الهاتف الخلوي إلى "iPod" أو العكس، ولكنه ابتكر أيضًا جهازًا بارزًا دمج من خلاله جهاز "iPod" ومتصفح الإنترنت الكامل والهاتف المحمول في أداة جميلة مع واجهة متعددة اللمس، وقد حقق هاتف "iPhone" نجاحًا كبيرًا جلب الآلآف من المقلدين.
- تغيير طريقة توزيع التطبيقات البرمجية: غيّر جوبز كيفية توزيع التطبيقات البرمجية عندما صمم متجر التطبيقات لتحميلها على "iPhone" و"iPod Touch" في عام 2008، وهذا أعطى المطورين طريقة لكتابة وبيع برامج المحمول للمستهلكين عبر الإنترنت، وخلق نجاحها نظامًا بيئيًا نابضًا بالحياة وعزز الطلب على أجهزة "Apple" المحمولة.
- إصدار الحاسوب اللوحي للوسائط: واجهت شركة "Apple" الكثير من الشكوك عندما أنتجت أجهزة "iPad" اللوحية لأول مرة في أبريل 2010، ولكن سرعان ما أصبح الحاسوب اللوحي للوسائط منتجًا ناجحًا من بين منتجات شركة "Apple".
وفاة ستيف جوبز
أفادت هارفارد هيلث أن ستيف جوبز توفي في 5 أكتوبر 2011 تقريبًا بعد ثماني سنوات من اكتشاف إصابته بالسرطان عن طريق التصوير المقطعي لكليتيه (البنكرياس بالقرب من الكلية اليسرى)، حيث أجرى جوبز تصويرًا بالأشعة المقطعية بناءً على توصية طبيب المسالك البولية الذي كان قلقًا بشأن حصوات الكلى التي مر بها قبل عدة سنوات والتي تبين أنها أورام سرطانية، ولم تمنع زرعة كبد جوبز من إزالة السرطان من جسده فقد كان منتشرًا خارج البنكرياس والكبد عندما أجرى عملية الزراعة.
عندما توفي ستيف جوبز في 5 أكتوبر 2011 كان عمره 56 عامًا، وذكرت شبكة سي إن إن الإخبارية أن جوبز أخذ إجازة طبية من شركة "Apple" ابتداءً من يناير من ذلك العام، واستقال من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة "Apple" في أغسطس 2011 قائلاً أنه لم يعد بإمكانه الوفاء بواجباته.[4]