سنن وآداب العيد

سنن وآداب العيد

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

معنى العيد ومشروعيته

العيد هو مفرد أعياد، وهو اسم لكل ما يتكرر ويعود ويُعتاد، ويُطلق على العيد هذا الاسم؛ لأنه يتكرر ويعود في كل عام بِفَرَحٍ مُجَدَّد، وعند المسلمسن لا يوجد إلا عيدان: الأضحى والفطر، فعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: (قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: "مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟" قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ)[أنس بن مالك:حديث صحيح]، أما عدا ذلك من الأعياد كعيد الاستقلال وعيد الميلاد وغيرهما فلا أصل له في الإسلام.


شُرع العيد في الإسلام شكرًا لله سبحانه وتعالى ولعدم مشابهة الكفار والمشركين في أعيادهم، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضوان الله عنهما - قَالَ: قَالَ النبي - عليه الصلاة والسلام -: (....مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ)[عبدالله بن عمر:حديث صحيح]، ولأنَّ الإنسان بحاجة إلى الترويح عن نفسه جاء العيد، فعن أم المؤمنين عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَتَعْلَمُ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً، إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ)[عائشة أم المؤمنين:حديث صحيح].[1]



سنن العيد وآدابه

من السنن المستحبة في العيد:[2]


- التكبير ابتداءً من غروب شمس آخر يوم في رمضان وحتى خروج الإمام إلى الصلاة، قال سبحانه وتعالى: (.... وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[البقرة: 185]، أما صفة التكبير فهي: "الله اكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد"، وعن الزهري قال: "كان الناس يكبرون في العيد حين يخرجون من منازلهم حتى يأتون المصلى وحتى يخرج الامام، فإذا خرج الامام سكتوا فإذا كبر كبروا"[رواه ابن أبي شيبة]. 

- يشرع للمسلم أن يغتسل قبل أن يذهب إلى المصلى، فقد ثبت عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ - وضي الله عنهما - "أنه كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى"[رواه مالك في الموطأ]، وقال ابن قدامة في المغني: "وَجُمْلَتُهُ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَتَطَهَّرَ بِالْغُسْلِ لِلْعِيدِ ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ، وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ... اهـ". 

- يستحب أن يتزين المسلم في العيدين في اللباس، فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: (أخذ عمر جبةً من إستبرق تباع في السوق، فأخذها، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ! ابتع هذه، تجمل بها للعيد والوفود. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّما هذه لباس من لا خلاق له)[عبدالله بن عمر:حديث صحيح].

- يستحب أن يأكل المسلم قبل الخروج إلى المصلى في عيد الفطر، فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ .... وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا)[أنس بن مالك:حديث صحيح أو حسن]، والحكمة من ذلك عدم الظن بوجوب الصيام حتى يُصلّى العيد كما بيّن ذلك الحافظ في الفتح: "الْحِكْمَةُ فِي الْأَكْلِ قَبْلَ الصَّلَاةِ أَنْ لَا يَظُنَّ ظَانٌّ لُزُومَ الصَّوْمِ حَتَّى يُصَلِّيَ الْعِيدَ ، فَكَأَنَّهُ أَرَادَ سَدَّ هَذِهِ الذَّرِيعَةِ . ... واُسْتُحِبَّ تَعْجِيلُ الْفِطْرِ مُبَادَرَةً إِلَى اِمْتِثَالِ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى".

- يستحب في العيد الذهاب إلى الصلاة من طريق والرجوع من طريق آخر، فعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ)[جابر بن عبدالله:حديث صحيح لغيره].

- يستحب للمسلم أن يذهب إلى مصلى العيد مشيًا على الأقدام فإذا ذهب راكبًا فلا حرج، فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى العيد ماشيًا ويرجع ماشيًا)[عبدالله بن عمر:حديث حسن].

- في حال كانت صلاة العيد في المسجد فيجب عند دخول المسجد أن تُصلّى ركعتين، لقول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ)[أبو قتادة الحارث بن ربعي:حديث صحيح].

- يستحب البقاء إلى أن يفرغ الإمام من خطبة العيد بعد الانتهاء من الصلاة على الرغم من أن المصلي في الأصل مخيرًا بين الاستماع والانصراف، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ما صلى العيد: (إنَّا نَخْطُبُ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَجْلِسَ لِلْخُطْبَةِ فَلْيَجْلِسْ ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَذْهَبَ فَلْيَذْهَبْ)[عبدالله بن السائب:حديث صحيح]، لكن حضوره أفضل.



وقت صلاة العيد وصفتها وأحكامها

صلاة العيدين سنة مؤكدة يبدأ وقتها من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى الزوال، والسنة تأخير صلاة عيد الفطر ليتسع وقت إِخراج زكاة الفطر، وتقديم صلاة عيد الأضحى ليتسع وقت التضحية، وإذا حان وقت الصلاة تقدم الإمام كي يصلي بالناس ركعتين بلا أذان ولا إقامة، حيث يُكبَّرُ في الركعة الأولى سبع أو تسع تكبيرات مع تكبيرة الإحرام، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات بعد القيام، وبعد ذلك يسن للإمام أن يقرأ جهرًا بعد الفاتحة بسورة الأعلى في الركعة الأولى وفي الركعة الثانية بسورة الغاشية بعد الفاتحة، أو أن يقرأ في الركعة الأولى بسورة ق وفي الركعة الثانية بسورة القمر حيث يقرأ تارة بهذا وتارة بهذا من أجل إحياء السنة والعمل بوجوهها المشروعة، فإذا سلم الإمام خطب في الناس خطبة واحدة مستقبلًا لهم، ويكون فيها حَمْدُ الله سبحانه تعالى، والثناء عليه، وشكره، وحث الناس على الحرص على طاعته والعمل بشرعه، وفي عيد الأضحى يرغبهم في الأضحية ويوضح لهم أحكامها، وفيما يخص أحكام صلاة العيد فتشمل على:[3]


- إذا وافق يوم العيد يوم جمعة، فمن صلى العيد فقد سقطت عنه صلاة الجمعة وصلاها ظهرًا، أما الإمام ومن لم يصل العيد فتجب عليهم صلاة الجمعة.

- يرفع المصلي يديه فقط مع التكبير كما هو الحال في صلاة الفرض والنفل، أما التكبيرات الزوائد في الركعتين في العيدين والاستسقاء فلا يرفع يديه فيها.

- يسن للإمام أن يعظ النساء في خطبته، وأن يذكرهن بما هو واجب عليهن وأن يرغبهن في الصدقة.

- إذا نسي الإمام واحدة من التكبيرات الزوائد وبدأ في القراءة سقطت؛ حيث إنها سنة فات محلها.

- من فاتته صلاة العيد فإنه لا يقضيها، ومن أدرك الإمام قبل أن يسلم من صلاة العيد قام بعد سلام الإمام وأتمها على صفتها.

- بعد أن تنقضي صلاة العيد من أحب أن ينصرف فله ذلك، ومن رغب في الجلوس والاستماع إلى الخطبة -وهو الأفضل- فله ذلك.



بِدَعُ ومعاصي العيد

تتضمن الأعمال المبتدعة في العيد على:[4]


- الزيادة في عدد التكبيرات على ما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة الكرام.

- التكبير بالعيد في المصلى أو في المسجد بالصيغ الجماعية على صورة فريقين بحيث يكبر الفريق الأول ويرد عليه الفريق الآخر وهذه طريقة مبتدعة، والقصد هو أن يكبر كل فرد لوحده فإذا حصل اتفاق فلا بأس.

- زيارة القبور يوم العيد وتقديم الورود والحلوى ونحوها على المقابر فكل ذلك أمور مبتدعة، ويُشار إلى أن زيارة القبور مندوبة بدون تخصيص موعد محدد.

- تبادل بطاقات التهنئة والتي تُعرف بـ "بطاقة المعايدة" حيث إن هذا من عادات وتقاليد النصارى، ولقد نبه الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله تعالى - على ذلك.

- تجمل بعض الرجال من خلال حلق اللحى، حيث إن الواجب إعفاؤها في كل وقت.

- المصافحة بين النساء الأجنبيات (غير المحارم) والرجال، حيث إن ذلك من الكبائر والمحرمات.

- إنفاق الأموال الطائلة على الألعاب النارية والمفرقعات دون جدوى حيث إن هذا من الإسراف، والأولى أن تصرف هذه المبالغ على المساكين والفقراء والمحتاجين وما أكثرهم وما أحوجهم.

- انتشار ظاهرة الميسر واللعب بالمقامرة في عدد من الدول في يوم العيد وخصوصًا عند الصغار، حيث إن هذا الفعل من الكبائر العظيمة ولذلك على الآباء أن يراقبوا أبناءهم وأن يحذروهم من ذلك.




  

المراجع

[1]alukah

[2]islamweb

[3]hadith.al-eman

[4]saaid



عدد المشاهدات 2212


Top

Top