القلب
ينبض القلب 100000 مرة في اليوم، ويدفع 5000 جالون من الدم عبر أجسامنا كل 24 ساعة من أجل نقل الأكسجين والغذاء إلى الأعضاء المختلفة وكذلك من أجل حمل الفضلات الناتجة عن الأعضاء والتخلص منها، والقلب عبارة عن عضو عضلي بحجم قبضة اليد المغلقة تقريبًا، ويوجد في الصدر على يسار المركز قليلاً، وعندما ينقبض يضخ الدم حول الجسم ثم يُنقل الدم غير المؤكسج إلى الرئتين من أجل تحميله بالأكسجين وتفريغ ثاني أكسيد الكربون الذي يتم التخلص منه عن طريق الزفير.
يُشار إلى القلب والدم والأوعية الدموية مجتمعة باسم الدورة الدموية، ويحتوي الإنسان العادي على ما يقرب من 5 إلى 8 لترات من الدم تُضخ باستمرار في جميع أنحاء الجسم، وفي هذه المقالة سنشرح بنية القلب، وكيفية المحافظة عليه وبعض الأمراض التي قد تُصيبة وأعراضها.[1]
أمراض القلب وأعراضها
تشمل أمراض القلب على مجموعة واسعة من المشاكل التي تُصيب القلب والأوعية الدموية، ومن خلال التالي نستعرض بعض هذه الأمراض وأعراضها، وهي:[2]
- عدم انتظام ضربات القلب: وهو إيقاع غير طبيعي في نبضات القلب، حيث يُصاب المريض بنوع من عدم انتظام في ضربات القلب فتكون سريعة جدا أو بطيئة جدًا، وتشمل الأعراض على الدوار، وترفرف القلب أو تسارع ضربات القلب، وبطء في النبض، وحدوث نوبات إغماء، ودوخة وألم في الصدر.
- تصلب الشرايين: يقلل تصلب الشرايين من إمداد الدم للأطراف بالإضافة إلى الشعور بألم في الصدر وضيق في التنفس، وتشمل الأعراض على البرودة وخاصة في الأطراف، والخدر، والشعور بألم غير عادي أو غير مبرر، وضعف عام في الساقين والذراعين.
- عيوب القلب الخلقية: وهي مشاكل قلبية تتطور عندما ينمو الجنين، وفي الغالب لا يتم تشخيص بعض عيوب القلب الخلقية حيث تُكتشف بعد ظهور بعض الأعراض مثل تحول لون البشرة إلى الأزرق، وتورم في الأطراف، وضيق في التنفس أو صعوبة في التنفس، والتعب، وعدم القدرة على أداء الأنشطة اليومية بصورة طبيعية وعدم انتظام ضربات القلب.
- مرض الشريان التاجي: وهو تراكم اللويحات في الشرايين التي تنقل الدم الغني بالأكسجين عبر القلب والرئتين، وتشمل أعراض هذا المرض على ألم في الصدر وعدم الشعور بالراحة عند التنفس، والشعور بالضغط في الصدر، وضيق في التنفس، والغثيان، وعسر الهضم والانتفاخ.
- اعتلال عضلة القلب: وهو مرض يتسبب في تضخم عضلة القلب بحيث تصبح ضعيفة، وتشمل أعراض هذه الحالة على الإعياء، والانتفاخ، وتورم في الساقين وخاصة الكاحلين والقدمين، وضيق في التنفس والنبض السريع.
- عدوى القلب: يمكن استخدام مصطلح عدوى القلب لوصف حالات مثل التهاب الشغاف أو التهاب عضلة القلب، وتشمل الأعراض على الشعور بألم في الصدر، واحتقان في الصدر أو السعال، والحمى، والقشعريرة والطفح الجلدي.
أجزاء القلب
يعمل القلب كمضخة، وينقسم إلى جزئين أيمن وأيسر، ويتلقى القلب الدم غير المؤكسج من أعضاء الجسم ويضخه إلى الرئتين من أجل تنقية، حيث يدخل الدم غير المؤكسج إلى القلب من عروق كبيرة تسمى الوريد الأجوف العلوي والسفلي، ثم يعبر الدم من خلال هذه الأوردة إلى الحجرة العلوية اليمنى والمعروفة باسم الأذين الأيمن، وتتلقى هذه الحجرة أيضًا دمًا نقيًا من عروق القلب من خلال الجيب التاجي، بعد ذلك يضخ الأذين الأيمن الدم إلى البطين الأيمن أو إلى الحجرة السفلية اليمنى من خلال الصمام ثلاثي الشرفات، وتكمن وظيفة هذا الصمام في منع الدم من التدفق من البطين الأيمن إلى الأذين الأيمن.
يضخ البطين الأيمن الدم إلى الشريان الرئوي ويمنع الصمام الرئوي تسرب الدم من جديد إلى البطين الأيمن، ثم يحمل الشريان الرئوي الدم غير المؤكسج إلى الرئتين اليمنى واليسرى، بينما يقوم النصف الأيسر من القلب بجمع وضخ الدم النقي (المؤكسج) من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم، ويُشار إلى أن الدم يدخل من الرئتين إلى القلب من أربعة عروق تسمى الأوردة الرئوية، حيث تجلب هذه الأوردة الدم إلى الحجرة العلوية اليسرى والتي تُعرف بالأذين الأيسر الذي يضخ الدم من خلال الصمام التاجي إلى البطين الأيسر أو إلى الحجرة السفلية اليسرى، وكما هو الحال في البطين الأيمن والأذين الأيسر يمنع الصمام التاجي الدم من التسرب من البطين الأيسر إلى الأذين الأيسر، بعد ذلك يضخ البطين الأيسر الدم إلى الشريان الأورطي والذي يوزع الدم على جميع أجزاء الجسم، ويُشار هنا أن القلب يتضمن على أربعة صمامات وهي الصمامات التاجية والأبهرية على الجانب الأيسر والصمامات الثلاثية والرئوية على الجانب الأيمن.[3]
نصائح للمحافظة على صحة القلب
فيما يلي مجموعة من النصائح للمحافظة على قلب صحي:[4]
- معرفة كل شخص بمشاكله الصحية: الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول أو مرض السكري أو يعانون من زيادة الوزن أو لديهم تاريخ من التدخين أو أمراض قلبية في أسرهم هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، والرجال أكثر عرضة للإصابة بمشاكل قلبية بعد سن 45، في حين يزيد الخطر على النساء بعد انقطاع الطمث حول سن 55.
- إجراء فحوصات منتظمة: في حال الإصابة بأحد أمراض القلب فيجب مراجعة الطبيب على النحو الموصى به ويجب عدم إهمال المواعيد، وقد يكون من المفيد كتابة قائمة بالتساؤلات حول المرض قبل زيارة الطبيب.
- الحفاظ على وزن صحي: يمكن أن يضاعف الوزن الزائد من خطر الإصابة بأمراض القلب، ولذلك على من يعانون من زيادة في الوزن أو المصابين بالسمنة محاولة تخفيف وزنهم عن طريق تناول الأطعمة المغذية وممارسة الرياضة بانتظام، ويُشار إلى أن الأشخاص الذين يعانون من دهون زائدة حول بطنهم بحيث يكون محيط الخصر أكثر من 35 بوصة للنساء و40 بوصة للرجال هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكري.
- تناول الأطعمة المغذية: من أجل المحافظة على صحة القلب يجب الحرص على تناول الأطعمة الصحية بما في ذلك البروتينات الخالية من الدهون مثل الدجاج أو السمك، والحبوب الكاملة، والفواكه والخضروات، وتجنب الوجبات التي تحتوي على نسبة عالية من الملح، والدهون، والكوليسترول والسكريات التي غالبًا ما تمتلئ بها الوجبات المصنعة وأطعمة الوجبات الجاهزة، وعدم تناول المشروبات السكرية مثل الصودا والعصير والتي يمكن أن تزيد من مستويات السكر في الدم وتضيف سعرات حرارية إضافية، ويمكن أخذ المشورة من خبراء التغذية من أجل معرفة الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة للجسم والقلب.
- ممارسة الرياضة: يجب ممارسة التمارين الرياضية على الأقل خمسة أيام في الأسبوع لمدة 30 دقيقة، وتشمل تمارين القلب والأوعية الدموية على أي شيء يحافظ على سلامة القلب مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات، ويمكن تغيير روتين التمرين من وقت إلى آخر لتجنب الشعور بالملل، ويجب على من يعانون من أمراض في القلب أخذ تصريح من الطبيب قبل البدء في أي خطة تدريب.
- تقليل الإجهاد: يمكن أن يؤدي القلق والاكتئاب إلى نمط حياة غير صحي مما يصنع ضغطًا على القلب، وعلى الجانب الآخر يمكن أن تساعد تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو اليوغا والأنشطة الترفيهية على تقليل مستوى التوتر.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: تظهر الأبحاث أن تقليص عدد ساعات النوم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ويمكن أن يقلل أيضًا من عملية التمثيل الغذائي مما يزيد من صعوبة فقدان الوزن.