طرق حفظ القرآن الكريم

طرق حفظ القرآن الكريم

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

القرآن الكريم


عند الرُّجوعِ إلى التفاسير ومعاجِمِ اللغة التي تختص بمعاني القرآنِ الكريم تبيَّن أن معنى القرآن في اللغة يتضمن قولينِ: أولهما أن القرآن هو اسم عَلَمٍ على كتابِ الله تعالى ليس مشتقًّا، والقول الثاني يُعرّف القرآن بأنه مشتقٌّ من فعلٍ مَهْموز وهو "قرأ، اقرأ"، أي تفقَّه، وتفهَّم، وتتبع، وتدبَّر وتعلَّم، وقيل: تعبّد، وتنسَّك، وقيل: "اقرأ" أي تحمَّل، وقيل أيضًا: مِنَ القَرْءِ، وهو الضَّمُّ والجَمْعُ، وقيل كذلك أنه مُشتق من فعل غيرِ مهموزٍ (بدون همزة)، وهو "قرَن"، المأخوذ من قرنْتُ الشَّيءَ بالشيءِ، وهو القِرانُ، وقيل: من القِرى (بكسرِ القاف)، أي الكرم والضِّيافةُ أوِ الإكْرام؛ وقد جاء في حديثِ أبي هُريرةَ عنِ الرسول - عليه الصلاة والسلام - قال: (مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وحَفَّت بِهِمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ)؛ [رواه مسلم:إسناده صحيح].

أما تعريف القرآن الكريم في الاصطلاح فهو كلامُ اللهِ عز وجل المُنزَّل على رسوله مُحمَّدٍ - عليه الصلاة والسلام -، المُعْجِز بمعناه ولفْظه، والمُتعبَّدُ بتلاوته، والمنقول إلينا بالتواتر، والمكتوب في المصاحف من بداية سورة الفاتحة إلى نهاية سورة الناس"، وللقرآن الكريم ثلاثة تنزلات، وهي:

1- ثُبُوتُه في اللوحِ المحفوظ.

2- نزوله ليلة القدر جملةً واحدةً.

3- نزولُه مُنجَّمًا ومُفرَّقًا في ثلاثةٍ وعشرين عامًا.


وقد تضمن القرآن الكريم ما يشيرُ إلى ذلك، فكلمة (نزَّل) تشير إلى إنزاله مُنجَّمًا، أما كلمة (أُنزل) في القرآن فتشير إلى الإنزال جملةً واحدة، فقوله عز وجل: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ﴾ [الدخان:3]، وكذلك قولُه تبارك وتعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر:1] يشيران إلى الإنزال جملةً واحدة، وقولُه تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ [الفرقان:1] يشير إلى التنزيل مُنجَّمًا.[1]



طرق حفظ القرآن الكريم


من خلال التالي نستعرض طرق حفظ القرآن الكريم، وهي كالتالي:[2]

1- في البداية من الواجب إدراك أن حفظ القرآن الكريم يعد شئًا خاصًا وليس كحفظ أي كلام من أيّ كتاب عادي، حيث إن حفظ القرآن الكريم يحتاج إلى معرفة وفهم بعض أحكام التجويد أولًا، فمن المهم قبل الحفظ تعلم القراءة الصحيحة، ويُشار إلى أنه من الممكن تعلم التجويد عن طريق المواقع الإلكترونية في حال عدم التمكن من الذهاب لأحد المساجد لحضور مجالس شرح احكام التجويد.

2- من الوسائل المهمة التي يمكن من خلالها حفظ القرآن الكريم تكمن في الاستماع إلى أحد القرّآء، وبعد ذلك الترديد خلفة مع تكرار ذلك أكثر من مرة إلى أن يُصبح بالإمكان ترتيل الآية بدون القارئ، مع الحرص على تكرار هذه العملية مع كل آية.

3- عند حفظ القرآن الكريم من الأفضل البدء بالأجزاء الصّغيرة مثل الجزء الثلاثون، وبعد ذلك الانتقال إلى الأجزاء الأخرى، ويُستحسن دائمًا البدء من السور التي توجد في نهاية القرآن الكريم.

4- أحد الطرق السهلة في حفظ القرآن بعد معرفة أحكام التجويد هي ترديد كل أية من السورة أكثر من مرة، ثم الانتقال إلى الآية التي بعدها، وبعد إكمال قراءة 10 آيات تُعاد القراءة ولكن للعشر آيات معًا، ويمكن أن تكون أقل أو أكثر من ذلك بحسب قصر أو طول الآيات.

5- التقسيم الجزئي لسور أو لأجزاء أو لصفحات القرآن الكريم من الطرق الفعالة في حفظ القرآن الكريم، حيث يضع المقبل على حفظ القرآن جدولًا زمنيًا يتضمن حفظ عدد من الصفحات في مدة زمنية محددة، مع الحرص على كتابة هذا الجدول وذلك لأن الأهداف المكتوبة يحققها الإنسان بيسر وبسرعة أكبر من الأهداف الشفوية.

6- من الواجب على من يحفظ القرآن الكريم أن يخصص أوقاتًا لمراجعة ما حفظه كلما انتهى من سورة وأيضًا من حزب وكذلك من جزء وقبل البدء في سورة جديدة.

7- الحرص على اختيار أوقات مناسبة للحفظ، ويعد وقت الفجر من أفضل الأوقات، حيث يكون الذهن صافيًا ويكون الشخص نشيطًا.

8- أحد الطرق السهلة في حفظ القرآن الكريم هي طريقة التسميع للنفس، حيث إن قرآءة القرآن على النفس يساعد على إتقان الحفظ والتذكر بصورة أسرع في المستقبل، ومن الممكن أن يسجل الشخص لنفسه من خلال الهاتف المحمول ثم يستمع إلى تلاوته ويُصححها من المصحف ثم يعيد التجربة إلى أن يصل إلى التسميع دون أي أخطاء.

9- من الأمور المهمة جدًا في حفظ القرآن الكريم بسهولة وبسرعة فهم الآيات بطريقة جيدة وفهم التفسير من أجل التمكن من حفظ وتذكر وربط القرآن بالأحداث التي حدثت فيه. 



فضائل حفظ القرأن الكريم


يتضمن حفظ القرآن الكريم مجموعة من الفضائل، نذكر منها:[3]

1- حفظ القرآن الكريم سنّة متبعة، حيث إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد حفظ القرآن الكريم وكان يراجعه مع جبريل - عليه السلام - في كل عام.

2- حفظ القرآن الكريم منجاة لصاحبه من النار، فقد قال الرسول - علية الصلاة والسلام -: (لو جُعِل القرآنُ في إهابٍ، ثمَّ أُلقي في النَّارِ ؛ ما احترق)[عقبة بن عامر:إسناده حسن].

3- يشفع القرآن يوم القيامة لأهله وحفّاظه، فقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه)[أبي أمامة الباهلي:إسناده صحيح].

4- يرفع القرآن صاحبه في الجنة درجات، فقد جاء في الحديث: (يقالُ لصاحبِ القرآنِ: اقرأْ وارقَ ورتِّلْ كما كنتَ ترتلُ في الدنيا، فإنَّ منزلتَك عندَ آخرِ آيةٍ تقرأُ بها)[عبدالله بن عمرو:إسناده حسن صحيح].

5- يستحق حافظ القرآن التكريم والتوقير لما جاء في الحديث: (إنَّ من إجلالِ اللهِ تعالى إكرامَ ذي الشيبةِ المسلمِ وحاملِ القرآنِ غيرِ الغالي فيه والجَافي عنه ، وإكرامَ ذي السلطانِ المُقسطِ)[أبو موسى الأشعري:إسناده حسن].

6- أن من حفظ القرآن الكريم فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يو حى إليه.

7- حفظة القرآن الكريم هم أهل الله وخاصّته، فقد جاء في الحديث: (إنَّ للهِ أهلين من النَّاسِ. قالوا: يا رسولَ اللهِ من هم ؟ قال: هم أهلُ القرآنِ، أهلُ اللهِ وخاصَّتُه)[أنس بن مالك:إسناده حسن صحيح].

8- حافظ القرآن عالي المكانة رفيع المنزلة، فقد ورد في الحديث: (مَثَلُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ، وهو حافِظٌ له مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، ومَثَلُ الذي يَقْرَأُ، وهو يَتَعاهَدُهُ، وهو عليه شَدِيدٌ فَلَهُ أجْرانِ)[عائشة أم المؤمنين:إسناده  صحيح].

9- حفظ القرآن الكريم رفعة في الدنيا قبل الآخرة، فقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (....إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين)[عمر بن الخطاب:إسناده صحيح].

10- أحقّ الناس بإمامة الصلاة هو حافظ القرآن، ففي الحديث: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله)[أبو مسعود عقبة بن عمرو:إسناده صحيح].

11- حفظ القرآن وتعلمه أفضل من الدنيا وما فيها، فقد ورد في الحديث: (أَفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إلى المَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِن كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ له مِن نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ له مِن ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ له مِن أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ)[عقبة بن عامر:إسناده صحيح].



أمور تُساعد على حفظ القرآن الكريم


نستعرض فيما يلي بعض الأمور التي تُساعد في حفظ القرآن الكريم، وهي:[4]


'التفكر في خلق الله'

 وجد العلماء أن التفكر في الكون والطبيعة والخلق يؤدي إلى زيادة قدرة الدماغ على معالجة المعطيات بسرعة أكبر وكفاءة أعلى.


'الدعاء'

وهو أمر عظيم يغفل عنه معظم الناس، وقد كان جميع الأنبياء يدعون ربهم بالليل والنهار، وكان الدعاء هو الوسيلة التي تُواجه بها صعوبات الحياة، ولأن قوة الإدراك لدى الإنسان هي بيد الله تعالى، فإن الله هو الذي يهب هذه الميزة، قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف: 180].


'الخشوع في الصلاة'

الخشوع في الصلاة وقراءة القرآن والدعاء يزيد من قدرة الإنسان على الحفظ ويقوّي الذاكرة، ولذلك مدح الله تعالى المؤمنين بقوله: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون: 1-2].




  

المراجع

[1]: alukah

[2]thaqfya

[3]: ar.islamway

[4]: kaheel7



عدد المشاهدات 1573


Top

Top