عثمان بن عفان رضي الله عنه

عثمان بن عفان رضي الله عنه

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

سيرة عثمان بن عفان

وُلد الصحابي الجليل عثمان بن عفان في الطائف عام 579 واستشهد عام 17 تموز عام 656، وخلال حياته لعب دورًا أساسيًا في التاريخ الإسلامي المبكر كخليفة ثالث للمسلمين، فقد تولى الخلافة للإمبراطورية الإسلامية في سن السبعين بعد أن توفي الخليفة عمر بن الخطاب، وتحت قيادته توسعت الإمبراطورية إلى فارس في عام 650 (إيران الحالية) وامتدت إلى بعض مناطق خراسان (أفغانستان الحالية) في عام 651 وغزا أرمينيا في 640.


كان عثمان ابنًا لعائلة أموية ثرية من قبيلة قريش في مكة، وكان متبعًا لمهنة والده الذي عمل بالتجارة وازدهرت أعماله مما جعله أحد أغنى الرجال في قبيلة قريش، ويُذكر عن عثمان أنه كان من أوائل الذين اعتنقوا الإسلام وقدم الكثير في سبيل نشر الدين وإعلاء كلمة التوحيد وأنفق الكثير من ثروته على الأعمال الخيرية، وهو من السابقين إلى الإسلام وبدأت قصة إسلامه بعد عودته من رحلة عمل إلى سوريا عام 611 حيث كان النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - قد جهر بالدعوة، وبعد حواره مع أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - لآن قلبه للحق ودخل في الإسلام وأخذه صاحبه أبو بكر إلى النبي محمد -عليه الصلاة والسلام - وأعلن إسلامه أمامه، وبهذا أصبح عثمان رابع رجل يعتنق الإسلام بعد علي وزيد وأبو بكر - رضي الله عنهم جميعًا - وبسبب إسلامه غضبت عشيرته، بني أمية، عليه وعارضوه بشدة، وهجرنه زوجاته وانتهى أمرهن بطلاقهن كي يبدله الله تعالى بخير منهن ببنت الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - رقية - رضي الله عنها - وكانت نِعْمَ الزوجة.[1]



إنجازات عثمان بن عفان

من خلال التالي من الممكن التعرف على أبرز الإنجازات التي كانت في عهد الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وهي:[2]


- كان عثمان بن عفان من أوائل الذين قبلوا بالإسلام وآمنوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأيدوا قضيته، وكان رابع رجل يعتنق الإسلام بعد أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت.

- ولد عثمان بن عفان في عشيرة أمية غنية من قبيلة قريش البارزة في مكة المكرمة وكان يتمتع بمكانة اجتماعية واقتصادية عالية ومع ذلك كان متواضعًا وكريمًا.

- حصل عثمان بن عفان على لقب ذو النورين لأنه تزوج ابنة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - رقية، وبعد وفاتها تزوج ببنت النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - الأخرى أم كلثوم.

- شهد عثمان بن عفان هجرتبن مع المسلمين حيث كان من بين أولئك الذين هاجروا إلى الحبشة وأسسوا عملًا ناجحًا هناك، وبعد ذلك بعامين عاد إلى مكة بالإضافة إلى هجرته إلى المدينة المنورة.

- في وقت غزوة بدر أصيبت زوجة عثمان رقية بمرض خطير ولذلك مكث في المدينة المنورة لرعاية زوجته المريضة ولم يتمكن من المشاركة في المعركة، وهذا يبين كيف كان عثمان رجلًا طيبًا ومحبًا ورحيمًا.

- كان عثمان بن عفان معروفًا بحيائة وكرمه، فقد جاء في الحديث الشريف: "كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا في بَيْتِي، كَاشِفًا عن فَخِذَيْهِ، أَوْ سَاقَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فأذِنَ له، وَهو علَى تِلكَ الحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فأذِنَ له، وَهو كَذلكَ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَسَوَّى ثِيَابَهُ، قالَ مُحَمَّدٌ: وَلَا أَقُولُ ذلكَ في يَومٍ وَاحِدٍ، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ فَقالَ: أَلَا أَسْتَحِي مِن رَجُلٍ تَسْتَحِي منه المَلَائِكَةُ"[أم المؤمنين عائشة:حديث صحيح]، أما كرمه فتمثل بإنفاق الكثير من ثروته لمساعدة المسلمين، وأحد مواقف كرمه أنه اشترى بئر رومة وجعله سبيلًا للمسلمين.

- بعد أن قُتل خليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لم يعهد بالخلافة لأحد ولكنه جعلها شورى بين ستة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم: علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله، وبعد يومين من التشاورات وبعد التأكد من آراء المسلمين في المدينة وقع الاختيار وتعهد الرجال الخمسة والمسلمون في المدينة بالولاء لخليفتهم الثالث عثمان بن عفان.

- توسع الإسلام تحت قيادة عثمان بن عفان في الغرب إلى المغرب، وفي الشرق إلى أفغانستان، وفي الشمال إلى أرمينيا وأذربيجان.

- خلال النصف الأول من عهد عثمان تمتع العالم الإسلامي بسلام داخلي وهدوء وازدهار اقتصادي.

- كانت أبرز مساهمات عثمان التجميع الثاني للقرآن الكريم، وبناء الأسطول الأول لجيش بحري مسلم، فقد كانت الحملات العسكرية الإسلامية عن طريق البحر لأول مرة تحت حكم الخليفة عثمان بقيادة معاوية بن أبي سفيان.



الأحداث الرئيسية خلال خلافة عثمان بن عفان

تضمنت الأحداث التي وقعت خلال خلافة عثمان بن عفان على ما يلي:[3]


- في عام 645 ميلادي ظهرت مجموعات من التمردين في مقاطعات أذربيجان وأرمينيا ولكن تم السيطرة عليهم.

- في عام 647 ميلادي غزا معاوية بن أبي سفيان، والي عثمان في سوريا، آسيا الصغرى.

- في عام 648 ميلادي استولى عبد الله بن سعد بن أبي السرح، والي عثمان في مصر على طرابلس في ليبيا.

- تمكن معاوية وعبد الله بن سعد بن أبي السرح من بناء أساطيل بحرية لمواجهة القوة البحرية البيزنطية في شرق البحر الأبيض المتوسط، وفي 649 ميلادي غزا أسطول معاوية قبرص.

- في 651 ميلادي غزا جيش عثمان هرات في أفغانستان.

- في عام 652 وُزعت أول نسخة من القرآن الكريم بعد تجميعه في المدينة المنورة.

- خلال الفترة من 652-654 أرسل عبدالله بن عامر، والي عثمان في البصرة، قائد الجيش عنده عبد الرحمن بن سمرة إلى الشرق كي يغزو بلخ في خراسان وكابل غزني في أفغانستان، وقد جعلت هذه الفتوحات الجديدة إمبراطورية المسلمين متجاورة مع شبه القارة الهندية الباكستانية.



استشهاد عثمان بن عفان

في شوال 35 هجري ظهرت التمردات وحاصر الظالمون الخليفة عثمان أربعين يومًا في منزله ومنعوه من الخروج، وعندما أراد الصحابة الكرام مقاتلتهم منعهم من ذلك حقنًا لدماء المسلمين، وانتهى الأمر باقتحام المتآمرين منزله من الخلف (من جهة أبي حازم الأنصاري) وهاجموه وهو يقرأ القرآن الكريم، وقد حاولت زوجته نائلة حمايته ووضعت يدها أمام السيف لتلقي الضربة عنه فقطعت بعض أصابعها فخرت مغشية، وبعد أن توالت طعنات المتمردين عليه تدفق دمه على القرآن الكريم واستشهد رضي الله عنه في الثامن عشر من ذي الحجة 35 هـ (17 يونيو 656 م) ودفن في البقيع (مقبرة المسلمين قرب المسجد النبوي) في المدينة المنورة.[4]




  

المراجع

[1]: mtholyoke

[2]: saudigazette

[3]: salafi-islam

[4]: islamicfinder



عدد المشاهدات 1796


Top

Top