علاج التهاب المفاصل

علاج التهاب المفاصل

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

تعريف المفاصل

هي نقطة التقاء نهايتا عظمتين، ووظيفتها تثبيت العظام معًا والسماح بحركتها بنفس الوقت، ويُذكر أن غالبية المفاصل البشرية هي مفاصل زلالية تحتوي على السائل الزلايلي الذي يعمل كزيت تشحيم لتقليل الاحتكاك، وتتشارك المفاصل في وظيفتها مع العضلات والأربطة من أجل توفير الحركة والاستقرار.


تربط المفاصل بين جميع العظام في الجسم باستثناء العظم اللامي في الرقبة، وتصنف المفاصل في الغالب وفقًا للحركة المرتبطة بها، حيث يكون بعضها حر الحركة وبعضها محدود الحركة وبعضها لا تسمح بأي حركة مثل تلك الموجودة في الجمجمة.[1]



التهاب المفاصل

يعرف التهاب المفاصل بأنه تورم يصيب المفصل، وتتضمن الأعراض الرئيسية لالتهاب المفاصل على آلام تختلف في شدتها بحسب الحالة والحركة، وأكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعًا هي هشاشة العظام والتهاب المفاصل الروماتويدي، حيث تتسبب هشاشة العظام في تكسير الغضروف بينما يهاجم التهاب المفاصل الروماتويدي الجهاز المناعي للمفاصل بدءًا ببطانة المفاصل، ويمكن أن تسبب بلورات حمض اليوريك - والتي تتكون جرّاء احتواء الدم على كميات كبيرة من حمض اليوريك في الدم - النقرس، وكذلك يمكن أن تسبب العدوى أو الأمراض الأساسية، مثل الصدفية أو الذئبة، أنواعًا أخرى من التهاب المفاصل، ومع اختلاف نوع الالتهاب يختلف العلاج الدقيق مع استهدافها جميعًا تقليل الأعراض وتحسين نوعية الحياة، وفيما يلي المزيد من التفاصيل:[2]


' أنواع التهاب المفاصل'

- التهاب الفقرات التصلبي.

- النقرس.

- التهاب المفاصل الرثياني الشبابي.

- في العمود الفقري.

- التهاب المفاصل الصدفية.

- التهاب المفاصل التفاعلي.

- التهاب المفصل الروماتويدي.

- التهاب المفاصل الإنتاني.

- التهاب مفاصل الإبهام.


'الأعراض'

تشمل العلامات والأعراض الأكثر شيوعًا لالتهاب المفاصل اعتمادًا على نوع التهاب المفاصل على ما يلي:

- الشعور بالألم.

- الكزازة.

- التورم.

- الاحمرار.

- انخفاض نطاق الحركة.


'الأسباب'

يشمل التهاب المفاصل على نوعين أساسين هما هشاشة العظام والتهاب المفاصل الروماتويدي، وفيما يلي أسباب حدوث كل منهما:

- هشاشة العظام: وهو النوع الأكثر شيوعًا من التهاب المفاصل وينطوي على تلف البلى - وهو الغلاف الصلب الناعم على أطراف العظام حيث تشكل المفصل - في غضروف المفصل، ولأن وظيفة الغضروف تكمن في اسناد نهايات العظام والسماح بحركة خالية من الاحتكاك تقريبًا، يؤدي  الضرر الكافي إلى تحرك العظام مباشرة على العظام مما يسبب الألم والحركة المقيدة، ويذكر أن هذا البلى يمكن أن يحدث على مدى سنوات عديدة، إلى جانب ذلك تؤثر هشاشة العظام أيضًا على المفصل بأكمله وتسبب تغيرات في العظام وتدهور الأنسجة الضامة التي تربط العضلات بالعظم وتثبت المفصل معًا، كما أنها تتسبب بالتهاب بطانة المفاصل.

- التهاب المفصل الروماتويدي: في التهاب المفاصل الروماتويدي يهاجم جهاز المناعة في الجسم بطانة كبسولة المفصل، وهو غشاء قوي يحيط بجميع أجزاء المفصل، وتصبح هذه البطانة (الغشاء الزليلي) ملتهبة ومتورمة، ويمكن أن يتسبب ذلك في النهاية إلى تدمير الغضروف والعظام داخل المفصل.


'عوامل الخطر'

تشمل عوامل خطر التهاب المفاصل على:

- تاريخ العائلة: تحدث بعض أنواع التهاب المفاصل في العائلات، وهنا تكون فرصة التعرض للإصابة بالتهاب المفاصل في حال كان أحد الوالدين أو الأشقاء أكبر.

- العمر: يزداد خطر الإصابة بأنواع عديدة من التهاب المفاصل - بما في ذلك هشاشة العظام والتهاب المفاصل الروماتويدي والنقرس - مع تقدم العمر. 

- الجنس: النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، في حين أن معظم الأشخاص الذين يعانون من النقرس، وهو نوع آخر من التهاب المفاصل، هم من الرجال.

- إصابة سابقة في المفصل: الأشخاص الذين أصيبوا بمفصل، ربما أثناء ممارسة الرياضة، هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل وتحيدًا بالمفصل المصاب.

- البدانة: يؤدي حمل الوزن الزائد إلى الضغط على المفاصل وخاصة الركبتين والوركين والعمود الفقري ويزداد خطر الإصابة بالتهاب المفاصل لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة.


'التشخيص'

أثناء الفحص البدني يفحص الطبيب المفاصل بحثًا عن التورم والاحمرار، ومدى جودة تحريك المفاصل، واعتمادًا على نوع التهاب المفاصل المشتبه به قد يقترح الطبيب بعض الاختبارات التالية:

- التحليل: يمكن أن يساعد تحليل أنواع مختلفة من سوائل الجسم في تحديد نوع التهاب المفاصل، وتشمل السوائل التي يجري تحليلها بصورة عامة على الدم والبول وسوائل المفاصل، ومن أجل الحصول على عينة من سائل المفصل ينظف الطبيب المنطقة ويخدرها قبل إدخال إبرة في مساحة المفصل لسحب بعض السوائل.

- التصوير: يمكن لهذه الأنواع من الاختبارات الكشف عن المشاكل داخل المفصل التي قد تسبب الأعراض، وذلك يشمل:

* الأشعة السينية: باستخدام مستويات منخفضة من الإشعاع لتصور العظام يمكن أن تظهر الأشعة السينية تضرر الغضروف وتلف العظام، وقد لا تكشف الأشعة السينية عن تلف مبكر في التهاب المفاصل ولكن غالبًا ما تستخدم لتتبع تطور المرض.

* التصوير المقطعي المحوسب (CT): تقوم الماسحات الضوئية بالتصوير المقطعي المحوسب بأخذ الأشعة السينية من عدة زوايا مختلفة ثم تجمع المعلومات لإنشاء مناظير مستعرضة للهياكل الداخلية، ويمكن للأشعة المقطعية تصوير كل من العظام والأنسجة الرخوة المحيطة بها.

* التصوير بالرنين المغناطيسي: من خلال الجمع بين موجات الراديو والمجال المغناطيسي القوي يمكن أن ينتج التصوير بالرنين المغناطيسي صورًا مستعرضة أكثر تفصيلاً للأنسجة الرخوة مثل الغضروف والأوتار والأربطة.

* الموجات فوق الصوتية: تستخدم هذه التقنية موجات صوتية عالية التردد لتصوير الأنسجة الرخوة والغضاريف والهياكل التي تحتوي على السوائل بالقرب من المفاصل (الجراب)، وتُستخدم الموجات فوق الصوتية أيضًا لتوجيه وضع الإبرة لتطلعات وحقن المفاصل.


'العلاج'

يركز علاج التهاب المفاصل على تخفيف الأعراض وتحسين وظيفة المفاصل، وقد يحتاج المريض إلى تجربة العديد من العلاجات المختلفة قبل تحديد الأفضل له، ويشمل ذلك:

- الأدوية: تختلف الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب المفاصل باختلاف نوع الالتهاب، وتشمل أدوية التهاب المفاصل الشائعة الاستخدام ما يلي:

* مسكنات الألم: تساعد هذه الأدوية على تقليل الألم ولكن ليس لها تأثير على الالتهاب، يشمل الخيار المتاح دون وصفة طبية أسيتامينوفين (تايلينول وغيره)، وفي حال زادت الحالة سوءًا يمكن للطبيب أن يصف المواد الأفيونية، مثل ترامادول (Ultram وConZip)، وأوكسيكودون (OxyContin وRoxicodone وغيرها) أو الهيدروكودون (Hysingla وZohydro ER)، حيث تعمل المواد الأفيونية على الجهاز العصبي المركزي لتخفيف الألم، ويُذكر أن استخدام المواد الأفيونية لفترة طويلة عادة مما يسبب الاعتماد العقلي أو الجسدي عليها.

* الأدوية المضادة للالتهابات (مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية): وتهدف إلى تقليل الألم والالتهاب، وتشمل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية التي لا تستلزم وصفة طبية على إيبوبروفين (أدفيل وموترين آي بي وغيرهما) ونابروكسين (أليف)، وبعض مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية متاحة أيضًا على هيئة كريمات أو مواد هلامية والتي يمكن دهنها على المفاصل وبعض أنواع مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية لا تصرف إلا بوصفة طبية، ويُذكر أن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الفموية تهيج المعدة وقد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

* الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض (DMARDs): تستخدم "DMARDs" غالبًا لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي من خلال تثبيط جهاز المناعة أو منعه من مهاجمة المفصل الملتهب، وتتضمن أمثلة هذا النوع من العلاج على الميثوتريكسيت (Trexall وRasuvo وغيرها).

* معدلات الاستجابة البيولوجية: عادة ما تستخدم مع "DMARDs"، وهي أدوية مُعدَّلة وراثيًا تستهدف جزيئات البروتين المختلفة التي تشارك في الاستجابة المناعية.

* الستيروئيدات القشرية: هذه الفئة من الأدوية تقلل الالتهاب وتثبط جهاز المناعة، وتشمل على بريدنيزون (بريدنيزون إنتنسول ورايس) والكورتيزون (كورتيف)، ويمكن تناولها عن طريق الفم أو حقنها مباشرة في المفصل المصاب.

- العلاج الطبيعي: يمكن أن يكون العلاج الطبيعي مفيدًا لبعض أنواع التهاب المفاصل، ويمكن للتمارين تحسين نطاق الحركة وتقوية العضلات المحيطة بالمفاصل، وفي بعض الحالات قد تستدعي الحالة استخدام الجبائر.

- الجراحة: إذا لم تساعد التدابير المحافظة السابقة فقد يقترح الطبيب إجراء جراحة، مثل:

* إصلاح المفصل: في بعض الحالات يمكن تنعيم أو إعادة تنظيم أسطح المفاصل لتقليل الألم وتحسين الوظيفة، وغالبًا ما تُجرى هذه الأنواع من العمليات بالمنظار من خلال شقوق صغيرة فوق المفصل.

* استبدال مشترك: يؤدي هذا الإجراء إلى إزالة المفصل التالف واستبداله بمفصل اصطناعي، والمفاصل الأكثر استبدالًا هي الوركين والركبتين.

* دمج المفاصل: يُستخدم هذا الإجراء في كثير من الأحيان للمفاصل الأصغر مثل تلك الموجودة في الرسغ والكاحل والأصابع، حيث تُزال نهايات العظام في المفصل ثم تقفل تلك الأطراف معًا حتى يتعافى في وحدة صلبة واحدة.



ممارسات تساعد الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل

فيما يلي مجموعة من النصائح التي تُساعد في علاج أو تخفيف الآم المفاصل، وهي:[3]


- الحفاظ على وزن صحي: وذلك يقلل من خطر الإصابة بالزراعة العضوية ويمكن أن يقلل الأعراض في حال الإصابة بالتهاب المفاصل.

- اتباع نظام غذائي صحي: وذلك ينعكس على فقدان الوزن، ويمكن أن يساعد اختيار نظام غذائي يحتوي على الكثير من مضادات الأكسدة، مثل الفواكه الطازجة والخضروات والأعشاب في تقليل الالتهاب، وتشمل الأطعمة الأخرى على الأسماك والمكسرات، أما الأطعمة التي يجب التقليل منها أو تجنبها في حال الإصابة بالتهاب المفاصل فتتضمن الأطعمة المقلية والأطعمة المصنعة ومنتجات الألبان بالإضافة إلى تناول كميات كبيرة من اللحوم.

تشير بعض الأبحاث أيضًا إلى أن الأجسام المضادة للغلوتين قد تكون موجودة لدى الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي "RA"، ولذلك فإن النظام الغذائي الخالي من الغلوتين قد يحسن الأعراض ويقلل من تطور المرض، وهنا أوصت دراسة أُجريت في عام 2015 باتباع نظام غذائي خال من الغلوتين لجميع الأشخاص المصابين بأمراض النسيج الضام غير متمايز.

- التمرين المنتظم: يُساعد التمرين المنتظم في الحفاظ على مرونة المفاصل، وغالبًا ما تكون السباحة شكلًا جيدًا من التمارين للأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل وذلك لأن المفاصل لا تتعرض للضغط كما في الجري والمشي، ومع ذلك يجب عدم إهمال الراحة عند الحاجة مع تجنب الإفراط في بذل الجهد.

تتضمن بعض التمارين المهمة لصحة المفاصل على إمالة الرأس وتدوير الرقبة لتخفيف الآم الرقبة، وثني الأصابع وانحناءات الإبهام لتخفيف الآم اليدين، ورفع الساق وتمتد أوتار الركبة وغيرها من التمارين السهلة لالتهاب المفاصل في الركبة.



مكونات المفصل

تتكون المفاصل مما يلي:[4]

- الغضروف: وهو نوع من الأنسجة تغطي سطح العظم عند المفصل، ويساعد الغضروف على تقليل احتكاك الحركة داخل المفصل.

- الغشاء الزليلي: عبارة عن نسيج يبطن المفصل ويغلفه، ويفرز الغشاء الزليلي سائلًا لزجًا يُسمى السائل الزليلي حول المفصل لتليين حركته وتقليل الاحتكاك.

- الأربطة: تحيط الأربطة القوية (الأربطة الصلبة والمرنة من الأنسجة الضامة) بالمفصل لتقديم الدعم والحد من حركة المفصل، كما تربط العظام ببعضها البعض.

- الأوتار: نوع آخر من الأنسجة الضامة القوية على كل جانب من المفصل ترتبط بالعضلات التي تتحكم في حركة المفصل، وتتمثل وظيفة الأوتار بربط العضلات بالعظام.

- الجراب: وهي أكياس مليئة بالسوائل توجد بين العظام والأربطة أو الهياكل الأخرى المجاورة، وتساعد على تخفيف الاحتكاك في المفصل.

- السائل الزليلي: وهو سائل شفاف لزج يفرزه الغشاء الزليلي.

- الغضروف المفصلي: وهو الجزء المنحني من الغضروف في الركبتين والمفاصل الأخرى.




  

المراجع

[1]: verywellhealth

[2]: mayoclinic

[3]: healthline

[4]: stanfordchildrens



عدد المشاهدات 1465


Top

Top