علاج القرحة الهضمية

علاج القرحة الهضمية

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

تعريف القرحة الهضمية

هي تقرحات مفتوحة تظهر على البطانة الداخلية للمعدة والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، وتشمل القرحة الهضمية قرحة المعدة التي تحدث داخل المعدة وقرحة الإثني عشر التي تحدث داخل الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة (الاثني عشر)، أما الاعراض فتشمل على حرقة في المعدة، والشعور بالامتلاء أو الانتفاخ أو التجشؤ، وعدم تحمل الطعام الدهني والغثيان، ويعد ألم حرق المعدة أكثر أعراض القرحة الهضمية شيوعًا، وفي حالات أقل قد تسبب القرح علامات أو أعراضًا شديدة مثل:[1]


- القيء والذي قد يظهر باللون الأحمر أو الأسود.

- دم داكن في البراز، أو براز أسود أو قطراني.

- صعوبة في التنفس.

- شعور بالاغماء.

- الغثيان.

- فقدان الوزن غير المبرر.

- تغيرات الشهية.



علاج القرحة الهضمية

يعتمد العلاج على السبب الكامن وراء القرحة، فإذا أظهرت الاختبارات أن سبب القرحة هو عدوى بكتيريا الملوية البوابية فسيصف الطبيب مزيجًا من الأدوية، وسيتعين تناول الأدوية لمدة تصل إلى أسبوعين، وتشمل الأدوية المضادات الحيوية للمساعدة على قتل العدوى وكذلك مثبطات مضخة البروتون (PPIs) للمساعدة في تقليل حمض المعدة، أما في حال عدم الإصابة بعدوى الملوية البوابية فقد يوصي الطبيب بتناول بعض أدوية حاصرات الأحماض لمدة تصل إلى ثمانية أسابيع لتقليل حمض المعدة ومساعدة القرحة على الشفاء.


مع العلاج المناسب تلتئم معظم القرحة الهضمية، ومع ذلك قد يتسبب التوقف عن تناول الدواء في وقت مبكر أو الاستمرار على بعض العادات السيئة مثل شرب التبغ والكحول وغيرها على تفاقم المرض، ويُذكر أن بعض القرحات لا تلتئم وتسمى القرحة المقاومة للعلاج، ويحدث ذلك بسبب الإفراط في إنتاج حمض المعدة أو لوجود مرض آخر مثل سرطان المعدة أو مرض كرون - وهو التهاب مُزمن يصيب الجهاز الهضمي عامّةً من الفم وحتّى الفتحة الشرجيّة - وهنا قد يلجأ الطبيب إلى طريقة مختلفة للعلاج أو قد يجري اختبارات إضافية لاستبعاد سرطان المعدة وأمراض الجهاز الهضمي الأخرى لحصر أسباب القرحة.[2]



أسباب القرحة الهضمية

تحدث القرحة الهضمية عادةً بسبب البكتيريا الملوية البوابية وهي المسؤولة عن غالبية قرحة المعدة والإثني عشر، وكذلك بسبب مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ومجموعة من الأسباب الأخرى، وفيما يلي المزيد من التفاصيل:[3]


- البكتيريا  الملوية البوابية (H. pylori): على الرغم من أن العديد من الأشخاص يحملون البكتيريا الملوية البوابية بصورة طبيعية إلا أنه من غير الواضح لماذا تسبب البكتيريا القرح عند بعض الأشخاص فقط.

تنتشر بكتيريا الملوية البوابية من خلال الطعام والماء وتوجد في المخاط الذي يبطن بطانة المعدة والإثني عشر، وتتسبب بالقرحة من خلال إنتاج اليورياز، وهو إنزيم يقلل من حدة حمض المعدة، حيث تنتج المعدة المزيد من الأحماض للتعويض عن نقص حدة الحمض مما يسبب ضررًا لبطانة المعدة، وكذلك تضعف البكتيريا الملوية البوابية نظام الدفاع عن المعدة وتسبب الالتهاب الذي قد يتحول إلى قرحة معدية في النهاية، ويُذكر أن المرضى الذين يعانون من القرحة الهضمية التي تسببها "H. pylori" بحاجة إلى العلاج للتخلص من البكتيريا من المعدة ومنعها من العودة.

- العقاقير غير الستيرويدية المضادة لالتهابات القرحة (NSAIDS): وتشمل أدوية الصداع مثل الأسبرين والإيبوبروفين وغيرها من مسكنات الألم، ويُذكر أن العديد من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية تتوفر بدون وصفة طبية.

تقلل المضادات غير الستيرويدية من قدرة المعدة على صنع طبقة واقية من المخاط وهذا يجعلها أكثر عرضة للتلف بسبب حمض المعدة، ويمكن أن تؤثر هذه المضادات أيضًا على تدفق الدم إلى المعدة مما يقلل من قدرة الجسم على إصلاح الخلايا.

- أسباب أخرى للقرحة الهضمية: 

* علم الوراثة: تبين أنه لدى عدد كبير من الأفراد المصابين بقرحة هضمية أقارب لهم نفس المشكلة مما يشير إلى أن العوامل الوراثية قد تكون مرتبطة بالقرحة.

* التدخين: الأشخاص المدخنون هم أكثر عرضة للإصابة بالقرح الهضمية عند مقارنتهم بغير المدخنين.

* الكحوليات: يؤدي شرب الكحول إلى زيادة فرصة الإصابة بالقرح الهضمية.

* استخدام الكورتيكوستيرويد: الأشخاص الذين يتناولون جرعات كبيرة من الكورتيكوستيرويدات - وهي فئة من المواد الكيميائية التي تشمل الهرمونات المنشطة - معرضون أيضًا لخطر أكبر للإصابة بالقرحة.

* الإجهاد العقلي: على الرغم من أن هذا الإجهاد غير مرتبط بصورة مباشرة بحدوث قرحة هضمية إلا أن أعراض القرحة تكون أكثر حدة لدى الأشخاص الذين يعانون من إجهاد عقلي مستمر.



مضاعفات قرحة المعدة

تعد مضاعفات قرحة المعدة غير شائعة نسبيًا ولكن يمكن أن تكون خطيرة جدًا إذا حدثت، وهي:[4]


- نزيف داخلي: النزيف الداخلي هو المضاعفات الأكثر شيوعًا لقرحة المعدة، ويمكن أن يحدث عندما تتطور القرحة في موقع الأوعية الدموية، ويمكن أن يكون النزيف إما بطيئًا وطويل الأمد وهذا يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم ويسبب التعب وضيق في التنفس وبشرة شاحبة وخفقان قوي في القلب، أو قد يكون سريعًا وشديدًا ويُصاحبه تقيؤ الدم أو براز أسود ولزج وشبيه بالقطران.

- الثقب المعدي المعوي: من المضاعفات النادرة لقرحة المعدة هو حدوث ثقب في بطانة المعدة، ويمكن أن يكون هذا خطيرًا جدًا لأنه يمكّن البكتيريا التي تعيش في المعدة من إصابة الغشاء الرقيق الذي يبطن الجدار الداخلي للبطن ويغطي الأعضاء مسببة ما يُعرف بالتهاب الصفاق أو التهاب الغشاء البروتيني، ويمكن أن تنتشر العدوى بسرعة في الدم قبل الانتشار إلى الأعضاء الأخرى وهذا قد يكون قاتلاً إذا ترك دون علاج.

إن أكثر أعراض التهاب الصفاق شيوعًا هو ألم البطن المفاجئ الذي يزداد سوءًا بطريقة مطردة، ولذلك في حال الشعور بأي نوع من هذا الألم فيجب الاتصال بالطبيب على الفور، حيث إن التهاب الصفاق هو حالة طبية طارئة تتطلب دخول المستشفى وفي بعض الحالات قد يتطلب الوضع إجراء عملية جراحية.

- انسداد مخرج المعدة: في بعض الحالات يمكن أن تؤدي قرحة المعدة الملتهبة أو المتورمة إلى إعاقة المرور الطبيعي للطعام عبر الجهاز الهضمي ويُعرف هذا بانسداد مخرج المعدة، و يمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:

* نوبات متكررة من القيء مع كميات كبيرة من القيء لطعام غير مهضوم.

* شعور مستمر بالانتفاخ أو الامتلاء.

* الشعور بالشبع بعد تناول طعام أقل من المعتاد.

* فقدان الوزن غير المبرر.


يمكن استخدام التنظير الداخلي لتأكيد الانسداد، وفي حال كان الانسداد ناتجًا عن الالتهاب فيمكن استخدام مثبطات مضخة البروتون "PPIs" أو مضادات مستقبلات "H2" لتقليل مستويات حمض المعدة حتى ينخفض ​​التورم، أما إذا كان الانسداد ناتجًا عن نسيج ندبي فقد يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية جراحية لعلاجه، وفي بعض الأحيان يمكن معالجته بتمرير بالون صغير من خلال المنظار الداخلي وتضخيمه لتوسيع موقع الانسداد.




  

المراجع

[1]mayoclinic

[2]healthline

[3]medicalnewstoday

[4]nhs



عدد المشاهدات 1358


Top

Top