عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

سيرة عمر بن الخطاب

اسمه الكامل عمر بن الخطاب بن نوفل بن عبد العزيز، وُلد في عام 583 ميلادي بعد ثلاثة عشر عاماً من حادثة الفيل، وهو ابن الخطاب بن نوفل، وفرد من عائلة ذات مكانة في قريش، فقد كان جده نوفل أحد الرجال الذين يُؤخذ بمشورتهم في القبيلة، ووالدته هي حنتمة بنت هاشم بن المغيرة، وفيما يتعلق بخصائصه الجسدية كان لونه أبيض مع بشرة حمراء، وكان قوي البنية، وطويل القامة، وهو فطين وصاحب حكمة، وعندما يمشي يكون سريع الخطوة وعندما يتحدث يكون كلامه واضحًا وسديدًا.


أمضى عمر بن الخطاب نصف حياته في المجتمع الجاهلي وترعرع مثل أقرانه من قريش إلا أنه تمتع بميزة عليهم حيث كان أحد القلة الذين تعلموا القراءة، وخلال حياته تعرض لتربية قاسية للغاية لم يكن يُعرف فيها أي نوع من الترف أو أي مظهر من مظاهر الثروة، وقد تحمل المسؤولية في وقت مبكر حيث كان يرعى الجمال لوالده وهو في سن مبكرة، وعلى الصعيد الآخر برع عمر بن الخطاب في العديد من أنواع الرياضة، مثل المصارعة وركوب الخيل، وكان راويًا للشعر كذلك، ومهتمًا بتاريخ العرب، وكان حريصًا على حضور المعارض الكبرى للعرب مثل معارض عكاظ والمجنة وذي المجاز، حيث كان يزورها من أجل المشاركة في التجارة والمسابقات، ومعرفة تاريخ العرب والمعارك التي وقعت بين القبائل، وبسبب ذكاء عمر وفطنته تمكن من معرفة أساليب التجارة وتبادل السلع مما جعله أحد رجال مكة الأغنياء، وعمر بن الخطاب رجل اجتماعي حيث تعرف على الكثير من الناس في البلدان التي زارها لغرض التجارة، وكان يُسافر إلى سوريا في الصيف وإلى اليمن في الشتاء وهكذا شغل منصبًا بارزًا في المجتمع خلال فترة ما قبل الإسلام.[1]



خلافة عمر بن الخطاب

مرت خلافة عمر بن الخطاب بالعديد من الأحداث، نذكر منها:[2]

- عندما تولى عمر مسؤولية الخلافة بعد وفاة أبي بكر الصديق كانت الجيوش المسلمة تقاتل ضد الفرس في العراق والرومان في سوريا، وكان الجيش في سوريا تحت قيادة خالد بن الوليد القائد البارز لأبي بكر، ولكن هذا لم يُرضي الخليفة الجديد فكان أول عمل قام به هو إقالة خالد من قيادة الجيش وتعيين أبو عبيدة عامر بن الجراح قائدًا أعلى للقوات الإسلامية في سوريا، ويُشار إلى أن سبب إقالة خالد بن الوليد يرجع إلى أن الكثير من الناس فُتنوا به لكثرة انتصاراته، فخشي عمر المبالغة والغلو بحب خالد فقرر إقالته.

- كانت فترة خلافة عمر مشهورة بفتوحاتها العديدة، فقد تمكن من غزو العراق، وإيران، وأذربيجان، وكيرمان، وسيستان، وخراسان، وسوريا، والأردن، وفلسطين ومصر ودمجها في إمبراطورية المسلمين، وبذلك فقد الرومان سوريا وفلسطين ومصر إلى الأبد، وفي بلاد فارس لم تعد إمبراطورية ساساني موجودة.

- من الأحداث الأخرى خلال فترة خلافته ظهور الطاعون في سوريا في عام 18 هجري، ومجاعة في الحجاز في نفس العام، وقد تسبب هذا الوباء بالإضافة إلى المجاعة في مقتل أكثر من 25000 شخص من بينهم أبو عبيدة عامر بن الجراح.

- عندما فُتحت سوريا والأردن وفلسطين، عيّن الخليفة عمر بن الخطاب يزيد بن أبو سفيان حاكمًا على سوريا، وعيّن شورحبيل بن حسنة حاكمًا على الأردن، وعمرو بن العاص حاكمًا على فلسطين، بينما عُيّن أبو عبيدة بن الجراح محافظًا لمدينة دمشق، وبعد إقالة خالد بن الوليد كقائد أعلى للقوات في سوريا عيّنه الخليفة لفترة من الوقت حاكمًا لمقاطعة كينيسيرين، أما سعد بن أبي وقاص، المنتصر في معركة القادسية التي خاضها ضد الفرس، فكان حاكم عمر في العراق، وفي مصر عيّن عمرو بن العاص حاكمً عليها، وبعد مدة قلص الخليفة سلطات عمرو بتعيين عبدالله بن سعد بن أبي سارة كرقيب له في الشؤون المالية.



إنجازات عمر بن الخطاب

أعظم إنجازات عمر كانت بلا شك توسع الإمبراطورية الإسلامية، ففي ظل قيادته انتشر الإسلام إلى أقاليم جديدة في ما يعرف الآن بالشرق الأوسط وقد بقيت هذه المناطق جزءًا من العالم الإسلامي حتى يومنا هذا، وقد كان لتوجيهات عمر لجيوشه الغازية بعدم فرض قيود على غير المسلمين ومعاملتهم بالعدل والإحسان الأثر البالغ في دخول الكثير من أهل هذه المناطق في الإسلام دون إكراه.


بمجرد غزو الأراضي الجديدة كان الخليفة عمر بن الخطاب حريصًا على المبادرة بإنشاء مؤسسات القانون والحكومة، وقد ساهم هذا إلى حد كبير في استقرار العالم الإسلامي وتسريع نموه وضمان حصول الجميع سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين على العدالة الكاملة، وكذلك أحدث عمر بن الخطاب خلال خلافتة ثورة في نظام ملكية الأراضي من خلال إنشاء إدارة لإيرادات الأراضي أُمرت بإجراء مسح وتقييم للأراضي الجديدة التي غزاها وهذا يضمن أن الإضافات المتزايدة إلى الإمبراطورية الإسلامية يمكن إدارتها والمحافظة عليها بصورة أكثر فعالية.[3]



وفاة عمر بن الخطاب

في عام 634 ميلادي، بينما كان الخليفة عمر بن الخطاب في صلاة الجماعة، أقدم العبد الفارسي أبو لؤلؤة المجوسي على طعن الخليفة عمر مرارًا وتكرارًا، ويقول بعض المؤرخين أن العبد الفارسي كان لديه ضغينة شخصية ضد الخليفة، بينما يزعم آخرون أنه كان بمثابة عمل انتقامي للهزيمة الفارسية في معركة نهافاند.


أدرك الخليفة عمر بن الخطاب أن جروحه كانت قاتلة عندما نُقل إلى منزله، وقد أبدى ارتياحًا كبيرًا عندما علم أنه لم يُطعن على يد مسلم، وقبل وفاته عين لجنة مكونة من ستة أعضاء تتضمن رجالًا قادرين على انتخاب خليفة جديد، وفي هذا تتضح أمانة الخليفة بعدم اختيار ابنه أو أحد أقربائه للخلافة، وبعد وفاة عمر تم اختيار عثمان كخليفة للمسلمين وذلك بعد أن ترك بعد وفاته إرثًا دائمًا استمر لقرون، ويُشار إلى أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - طلب من أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أن يُدفن بالقرب من صاحبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر الصديق فكان له ذلك.[4]




  

المراجع

[1]: islamicfinder

[2]: al-islam

[3]: enotes

[4]: ancient



عدد المشاهدات 1366


Top

Top