تعريف الكوكب
بعد أن قيل الكثير عن تعريف الكوكب قرر العديد من علماء الفلك إيجاد تعريف جديد في عام 2006 بعد اكتشاف العديد من العوالم على أطراف النظام الشمسي، ولذلك عرّف الاتحاد الفلكي الدولي الكوكب بأنه جسم يدور حول الشمس، ولديه كتلة مستديرة أو شبه مستديرة، وهو غير تابع لجسم آخر، ولديه القدرة على إزالة الحطام والأشياء الصغيرة من المنطقة حول مداره، وكذلك أنشأ الاتحاد الفلكي الدولي تصنيفًا جديدًا للأجسام في الفضاء وأطلقوا عليها اسم "الكوكب القزم" وهو جسيم تنطبق عليه معايير الكواكب السابقة باستثناء أنه ليس لديه القدرة على إزالة الحطام من جواره المداري، وهذا التعريف أدى إلى تخفيض وإعادة تصنيف بلوتو - الذي كان يعتبر كوكبًا في وقت سابق- على أنه كوكب قزم.
يأتي مصطلح "كوكب" في الأصل من الكلمة اليونانية التي تعني "المتجول"، وقد لاحظت العديد من الثقافات القديمة هذه "الأجسام المتحركة"، وبعد ظهور التلسكوب في القرن السابع عشر تمكن الفلكيون من معرفة المزيد من التفاصيل حيث كشفت التلسكوبات الصغيرة أقمارًا تدور حول المشتري، بالإضافة إلى حلقات حول زحل وغطاء جليدي على كوكب المريخ، وكذلك كشفت المقاريب عن وجود أجسام أخرى لم يتمكن القدماء من معرفتها بسبب بعدها وصغر حجمها بحيث لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ففي 13 مارس 1781 اكتشف كوكب أورانوس من قبل الفلكي ويليام هيرشل، وكذلك اكتشف سيريس بين كوكب المريخ والمشتري في عام 1801 وقد صنف في الأصل على أنه كوكب ولكنه أُدرج في وقت لاحق ضمن الجسيمات التي أُطلق عليها اسم الكويكبات.[1]
كوكب الأرض
الأرض هي المكان الوحيد في الكون المعروف بامتلاكه ظروف تسمح للبشر بالعيش عليه، وتعد الأرض خامس أكبر كوكب في النظام الشمسي مع نصف قطر يبلغ 3959 ميلاً، وهي الكوكب الوحيد المعروف بالتأكيد بوجود مياه سائلة على سطحه، والأرض هي أيضًا فريدة من حيث الألقاب فقد سُمّيت جميع الكواكب الأخرى في النظام الشمسي على أنها إله يوناني أو روماني أو غير ذلك ولكن لم يُطلق على الأرض أي من هذه الألقاب.
تدور الأرض حول الشمس مرة كل 365.25 يومًا، ونظرًا لأن سنوات التقويم لدينا تحتوي على 365 يومًا فقط فإننا نضيف يوم كبيس إضافي كل أربع سنوات لمراعاة الفرق، وتدور الأرض حول مدارها بسرعة متوسطة تبلغ 18.5 ميل في الثانية، وخلال دورانها تكون بعيدة في المتوسط 93 مليون ميل عن الشمس وهي مسافة تستغرق حوالي ثماني دقائق لاجتيازها، ويعرّف علماء الفلك هذه المسافة كوحدة فلكية واحدة وهو مقياس معيار كوني مفيد.[2]
دوران الأرض
ذكر يوهانس كيبلر في كتابه "Astronomia Nova" أن كوكب الأرض وكواكب المجموعة الشمسية الأخرى لا تدور حول الشمس في دوائر مثالية ويُعرف هذا بقانون كيبلر الأول والذي ينص على أن "مدار الكوكب حول الشمس هو قطع ناقص"، ولذلك عند دوران الأرض حول الشمس تكون أقرب مسافة بين الأرض والشمس 147،095،000 كيلو متر (91،401،000 ميل)، أما أبعد مسافة فتبلغ 152،100،000 كيلو متر (94،500،000 ميل)، وهذا التغيير في المسافة يعني أن السرعة المدارية للأرض تزداد عندما تكون قريبة من الشمس، وعلى الرغم من أن سرعة الأرض تصل إلى حوالي 29.8 كم / ثانية (18.5 ميل في الثانية) أو 107000 كم / ساعة (66487 ميل في الساعة)، إلا أنها تتفاوت في الواقع بمعدل كيلو متر كامل في الثانية خلال العام، وعلى هذا المعدل تستغرق الشمس ما يعادل 24 ساعة - أي يوم شمسي واحد - لإكمال دوران كامل حول محور الأرض والعودة إلى خط الزوال وهو نقطة على الكرة الأرضية تمتد من الشمال إلى الجنوب عبر القطبين.
دوران الأرض حول الشمس هو السبب الذي يجعل السنة تستمر لمدة 365.2 يومًا تقريبًا، ولهذا السبب أيضًا يُضاف يوم إضافي كل أربع سنوات (29 فبراير خلال كل سنة كبيسة) حيث إن السنة على الأرض تبلغ 365 يوم، ومن أجل تعويض الفرق يُضاف يوم في السنة الكبيسة، وكذلك يخضع دوران الأرض حول الشمس إلى انحراف طفيف يبلغ 0.0167 درجة مما يعني أن الدوران يكون أقرب أو أبعد عن الشمس بصورة دورية في أوقات معينة من السنة.
تُعرف فترة دوران الأرض بالنسبة إلى النجوم الثابتة باسم "اليوم النجمي" ويبلغ 86164.098903691 ثانية من متوسط الوقت الشمسي (أو 23 ساعة و56 دقيقة و4.0989 ثانية)، وفترة دوران الأرض بالنسبة إلى الاعتدال الربيعي تبلغ 23 ساعة 56 دقيقة و4.0905 ثانية من متوسط الوقت الشمسي، وعلى الرغم من أن الفرق ليس كبيرًا إلا أنه لا يزال يوجد فرق.[3]
حقائق عن كوكب الأرض
الأرض هي الكوكب الثالث من الشمس وهي أكبر الكواكب الأرضية، والأرض هي الكوكب الوحيد في نظامنا الشمسي الذي لم يتم تسميته باسم إله يوناني أو روماني، وقد تشكلت الأرض منذ حوالي 4.54 مليار سنة وهي الكوكب الوحيد المعروف للحياة، ومن خلال التالي نستعرض المزيد من الحقائق حول كوكب الأرض، وهي:[4]
- دوران الأرض يتباطأ تدريجيًا: يحدث هذا التباطؤ بطريقة غير محسوسة تقريبًا ويبلغ حوالي 17 مللي ثانية لكل مائة عام، وعلى الرغم من أن المعدل الذي يحدث فيه ليس متجانسًا تمامًا إلا أن له تأثير على إطالة أيامنا، ويُشار إلى أن هذا الانخفاض في سرعة الدوران يحدث ببطء شديد بحيث يمكن أن يصل إلى 140 مليون سنة قبل أن تزيد مدة اليوم إلى 25 ساعة.
- كان يًعتقد أن الأرض هي مركز الكون: بسبب الحركات الواضحة للشمس والكواكب فيما يتعلق بوجهة نظرهم أصر العلماء القدماء على أن الأرض ظلت ثابتة بينما تتحرك الأجرام السماوية الأخرى في مدارات دائرية حولها، وفي نهاية المطاف افترض كوبرنيكوس الرأي القائل بأن الشمس كانت في مركز الكون على الرغم من أن هذا ليس هو الحال أيضًا.
- تمتلك الأرض مجالًا مغناطيسيًا قويًا: هذه الظاهرة ناتجة عن قلب الكوكب المتكون من الحديد والنيكل إلى جانب دورانها السريع، وهذا المجال يحمي الأرض من تأثيرات الرياح الشمسية.
- تمتلك الأرض قمرًا طبيعيًا واحدًا: كنسبة مئوية بين حجم الأرض وحجم القمر الذي يدور حولها، يعد قمر الأرض هو أكبر قمر ضمن أقمار كواكب النظام الشمسي، أما من حيث الحجم المستقل فهو خامس أكبر قمر طبيعي.
- الأرض هي الكوكب الأكثر كثافة في النظام الشمسي: وهذه الكثافة تختلف باختلاف جزء الكوكب، فعلى سبيل المثال النواة المعدنية أكثر كثافة من القشرة، ويبلغ متوسط كثافة الأرض حوالي 5.52 غرام لكل سنتيمتر مكعب.
- تتكون الأرض في الغالب من الحديد والأكسجين والسيليكون: تتكون الأرض من الحديد بنسبة 32.1%، ومن الأكسجين بنسبة 30.1%، ومن السليكون بنسبة 15.1% ومن المغنيسيوم بنسبة 13.9%، ومعظم هذا الحديد في الواقع يوجد في قلب الأرض.
- يغطي الماء سطح الأرض بنسبة 70%: عندما ذهب رواد الفضاء إلى الفضاء لأول مرة، نظروا إلى الأرض بعيون بشرية وأطلقوا على الأرض اسم الكوكب الأزرق وذلك بسبب حجم الماء الكبير الذي يغطي الكوكب.