تعريف النثر
هو أسلوب تواصل طبيعي يستخدم البنية النحوية، والنثر هو عكس الشعر الذي يستخدم بنية إيقاعية لا تحاكي الكلام العادي، ولكن يوجد نوع من الشعر المسمى "الشعر النثري" الذي يستخدم عناصر النثر أثناء إضافة التقنيات الشعرية مثل المحتوى العاطفي المتزايد، وتواتر الاستعارات العالية والتجاور للصور المتناقضة.
تتضمن معظم أشكال الكتابة والتحدث على النثر بما في ذلك القصص القصيرة، والروايات، والصحافة، والكتابة الأكاديمية والمحادثات المنتظمة، وفي اللغة يعرف النثر بأنّه نشر الشيء أو إفشاؤه، أو إرسال الكلام بحيث لا يكون خاضعًا لوزن أو قافية، ويُذكر أن الخطاب أو الكلام "الرديء" أو غير الواضح لا يحمل معنى النثر عند استخدامه كمصطلح أدبي.[1]
أنواع النثر
يتضمن النثر اعتمادًا على الأسلوب والغرض أربعة أنواع مختلفة يستخدمها الكتاب، وهي:[2]
- نثر غير خيالي: هو الذي يحمل قصة حقيقية أو سرد واقعي للأحداث أو المعلومات، وتندرج الكتب العلمية والمقالات الصحفية وكتيبات التعليمات تحت هذا النوع.
- نثر خيالي: هو عمل أدبي خيالي يتضمن أحداثًا غير واقعية، وهو الأكثر شعبية بين أنواع النثر الأدبي ويستخدم في الروايات والقصص القصيرة.
- نثر بطولي: هو عمل أدبي ينتقل بين الأجيال عادة من خلال التقاليد الشفوية ويمكن أن يُدوّن، وفي العادة يكون النثر البطولي أسطورة أو خرافة، ومن الأمثلة عليه الحكايات الإيرلندية في القرن الثاني عشر التي تدور حول المحارب الأسطوري فين ماكول.
- الشعر النثري: هو شعر مكتوب بأسلوب نثري، ويمكن أن يكون لهذا الهجين الأدبي أحيانًا أنماط إيقاعية وقافية.
الفرق بين النثر والشعر
يمكن معرفة الفرق بين النثر والشعر بوضوح من خلال التالي:[3]
- يشير النثر إلى شكل من أشكال الأدب الذي يتضمن لغة عادية وتركيبًا للجمل، والشعر هو شكل فريد من الأدب جماليٌ بطبيعته بحيث يرتكز على خصائص معينة مثل الإيقاع أو القافية تُضفي علية أسلوبًا مميزًا.
- لغة النثر تكون مباشرة، أما في الشعر فتُستخدم لغة معبرة أو إبداعية والتي تشمل المقارنات والقافية والإيقاع.
- في حين أن النثر براغماتي، أي واقعي، فإن الشعر رمزي.
- يحتوي النثر على فقرات تحتوي على عدد من الجمل التي تشمل رسالة أو فكرة ضمنية، أما الشعر فيكون مكتوبًا في أبيات تترك الكثير من الأحداث غير المذكورة والتي يعتمد تفسيرها على خيال ومهارة القارئ.
- النثر نفعي ينقل معرفة أو درسًا أو فكرة أخلاقية، وفي المقابل يهدف الشعر إلى إسعاد القارئ أو تسليته وقد يتضمن بعض النصح.
- أساس النثر هو الرسالة أو المعلومات المدرجة، في حين يشارك الشاعر تجربته ومشاعره مع القارئ وهذا يلعب دورًا حاسمًا في الشعر.
- في النثر لا توجد فواصل أسطر على خلاف الشعر الذي يتضمن عددًا من فواصل الأسطر والتي تهدف إلى متابعة الإيقاع أو التأكيد على الفكرة.
- عندما يتعلق الأمر بإعادة الصياغة أو التلخيص يمكن إعادة صياغة كل من النثر والشعر إلا أن إعادة صياغة الشعر يُفقده طبيعته ولا يُسمى في هذه الحالة شعرًا حيث إن جوهر القصيدة يكمن في أسلوب الكتابة والطريقة التي عبر بها الشاعر عن تجربته من خلال إيقاع الأبيات الشعرية التي تبين جمال الشعر.
أهمية النثر
دارت العديد من المناقشات حول البناء الصحيح للنثر، وأشار البعض إلى أن اعتماد العمل النثري يُعزى إلى هيكله الواسع حيث يُعطي الكتاب راحة خلال التعبير الواسع عن أفكارهم، وهو النمط القياسي للكتابة المستخدم لمعظم الحوارات المنطوقة، والكتابة الخيالية وكذلك الموضعية والواقعية، والخطابات، وهو كذلك اللغة الشائعة المستخدمة في الصحف والمجلات والأدب والموسوعات والبث والفلسفة والقانون والتاريخ والعلوم والعديد من أشكال الاتصال الأخرى.[4]
أنواع الروايات النثرية
يمكن تعريف الرواية بأنها عمل ممتد من الخيال النثري الذي يعكس صورة الشخصيات وأفعالهم، ومنذ أوائل القرن الثامن عشر اتخذت الروايات أشكالًا متزايدة وطورت أنواعًا فرعية مختلفة شملت على:[5]
- رواية بيكاريسك: هي شكل مبكر من الرواية وتُسمى أحيانًا مقدمة الرواية، وعادة ما تكون عرضية في الهيكل حيث يركز السرد على شخصية واحدة تتعامل مع سادة مستبدين وتتعرض لمواقف صعبة لكنها تتمكن في النهاية من تجاوزها بالحيلة والذكاء، ويُذكر أن هذا الشكل ظهر لأول مرة في إسبانيا في القرن السادس عشر.
- الرواية التاريخية: تتضمن اأماكن وشخصيات وأحداث من التاريخ، ويُذكر أن عناصر الرواية التاريخية تتطور باستمرار مع الحفاظ على الحقائق المعروفة وجعل الأحداث والقضايا التاريخية مركز للرواية.
- الرواية التشكيلية (Bildungsroman): هي نوع من الروايات التي نشأت في ألمانيا والتي تقدم تطورًا لشخصية محددة ابتداءً من الطفولة إلى مرحلة البلوغ، وتحتوي أعمال هذه الرواية على مجموعة من الصراعات يتمكن شخصية الرواية من التغلب عليها في النهاية حتى يصبح بطلًا للرواية.
- الرواية القوطية: حظي هذا النوع من الروايات بشعبية كبيرة من النصف الثاني من القرن الثامن عشر فصاعدًا بسبب ما تحتويه من إثارة ورعب من خلال استغلال الغموض ومجموعة متنوعة من المواقف المخيفة تجري أحداثها في مناظر طبيعية مهجورة أو أديرة مدمرة أو قلاع من العصور الوسطى مع أقبية وسلالم متعرجة وألواح منزلقة، ويجد أبطال هذه الرواية أنفسهم في أجواء قاتمة حيث يواجهون قوى خارقة وطغاة أشرار.
- الرواية الاجتماعية: انتشرت الرواية الاجتماعية بصورة خاصة بين عامي 1830 و1850 وارتبطت بتطور الواقعية في القرن التاسع عشر، وكما يشير اسمها تعطي الرواية الاجتماعية صورة للمجتمع وخاصة الطبقات الدنيا من المجتمع، وتتعامل مع الظروف المعيشية الصعبة التي أوجدتها التنمية الصناعية أو التي جاءت من خلال قوانين مستبدة وتناقشها.
- رواية الخيال العلمي: هو نوع من السرد النثري متفاوت في الطول من القصة القصيرة إلى الرواية، وتشمل مواضيعه أسئلة للعوالم الأخرى، وتأثير الكائنات الغريبة على الأرض، ومن الشائع في جميع أنواع الخيال العلمي الاهتمام بالتغيير والتطوير العلمي والاهتمام بالتغيير الاجتماعي أو المناخي أو الجيولوجي أو البيئي.
- رواية ما وراء القص: هو مصطلح يطلق على الكتابة الخيالية التي تلفت الانتباه الواعي والمنهجي بهدف طرح أسئلة حول العلاقة بين الخيال والواقع، ويركز هذا النوع من الروايات على الخصائص الظاهرية للخيال ويدرس الطبيعة الجوهرية للفن الأدبي من خلال عكس عملية السرد.
- الرواية الرومانسية: هي رواية خيالية في النثر أو الشعر تمثل موضوعًا عاطفيًا أو تربط مغامرات غير محتملة من الشخصيات المثالية في بعض الأماكن البعيدة أو المسحورة، وعادة ما تتضمن شخصيات أحادية البعد أو ثابتة ومميزة كأبطال أو أشرار أو سادة أو ضحايا، وغالبًا ما يكون بطل الرواية منفردًا ومعزولًا عن المجتمع، وفيها تؤكد المؤامرة المغامرة وغالبًا ما تُحاكي البحث عن بطل مثالي أو ملاحقة عدو.
- رواية القصة القصيرة: عبارة عن قطعة من القصص النثري تتميز بقصور نسبي وكثافة موضوعية، وتكون مرتبة في حبكة قد تكون هزلية أو مأساوية أو رومانسية أو ساخرة، وقد تكون مكتوبة بأسلوب الخيال أو الواقعية.