تعريف الكثبان الرملية
تعرف الكثبان الرملية بأنها تراكم لحبيبات الرمل التي تشكلت في كومة أو سلسلة من التلال بواسطة الرياح تحت تأثير الجاذبية، وتظهر في الأماكن ذات الطبيعة الرملية: في الصحاري وعلى الشواطئ وحتى في بعض الحقول الزراعية المهجورة والمتآكلة في المناطق شبه القاحلة، مثل شمال غرب الهند وأجزاء من جنوب غرب الولايات المتحدة، وقد أظهرت الصور الملتقطة من المريخ من خلال المركبات الفضائية "مارينر 9" و"فايكنج" من قبل الولايات المتحدة أن الكثبان الرملية منتشرة على نطاق واسع على الأرض، وفي البحر الرملي المحيط بالغطاء الجليدي الشمالي.
بالمقارنة بين الكثبان الرملية الحقيقية والكثبان الرملية المتكونة جنبًا إلى جنب مع الغطاء النباتي، تغطي الأخيرة مناطق صغيرة نسبيًا على الأراضي الساحلية الرطبة الهادئة وتوجد أيضًا على الحواف شبه الجافة للصحاري، بينما تغطي الكثبان الرملية الحقيقية مناطق أكثر اتساعًا - تصل إلى عدة مئات من الكيلومترات المربعة - خاصةً في البحار الرملية الكبيرة بعضها بحجم فرنسا أو تكساس، وقد تتشكل أيضًا على صورة كثبان صغيرة منعزلة على الأسطح الصحراوية الصلبة بمساحة لا تزيد عن 10 أمتار مربعة.
تصنف مناطق الأسطح الرملية المتموجة مع نقوش منخفضة على أنها صفائح رملية، وعادة ما تكون مسطحة أو متموجة تقريبًا من حبيبات الرمل الخشنة ولا يتجاوز سمكها بضعة سنتيمترات إلى أمتار، وتغطي الصفائح الرملية الصغيرة فقط بضعة كيلومترات مربعة حول هوامش حقول الكثبان الرملية.[1]
أنواع الكثبان الرملية
في هذا الجزء من المقال يمكن التعرف على أنواع الكثبان الرملية:[2]
الكثبان الرملية النجمية
- تكون على صورة هرمية، وتتشكل في أماكن ذات أنظمة رياح قوية ومتعددة الاتجاهات، ويحتاج تكوّن هذه الأنواع إلى كميات كبيرة من الرمل.
- تنمو للأعلى وللخارج، وتحتوي على ثلاثة أو أكثر من النتوءات التي تشع من نقطة مركزية.
- يتغير اتجاه الوجه المنزلق للكثبان الرملية النجمية باستمرار اعتمادًا على تدفق الرياح.
- تعد أعلى الكثبان الرملية على وجه الأرض، فعلى سبيل المثال، يبلغ ارتفاع الكثبان الرملية النجمية في صحراء "Badain Jaran" في الصين ما يصل إلى 500 متر.
- تشكل الكثبان النجمية ما نسبته 8.5% من إجمالي الكثبان الرملية الأخرى في العالم.
الكثبان الرملية الخطية
- تعد أطول أنواع الكثبان الرملية في العالم، فقد تنمو بطول يصل إلى 120 إلى 200 كيلو مترًا مثل تلك الموجودة في الصحراء الكبرى.
- تكون بصورة مستقيمة ومتباعدة بطريقة منتظمة تشبه الأفعى.
- السمة البارزة للكثبان الرملية الخطية هي التلال.
- تظهر الكثبان في شكل قمم متناظرة وكبيرة معزولة.
- تتحد بعض الكثبان الرملية الخطية لتشكل كثبانًا مركبة على شكل حرف "Y".
- تتطلب الكثبان الرملية الخطية رياحًا قوية من اتجاهين لتكوينها، أي أنها تتشكل مع وجود كل من اتجاهات الرياح الأولية والرياح المتقاطعة في أنظمة رياح ثنائية الاتجاه.
- يتشكل معظمها في الأماكن الصحراوية.
الكثبان الرملية المكافئة
- تمتاز بأنها على شكل هلال مقلوب، وفي بعض الأحيان تظهر على شكل حرف "U".
- تشير أطراف الكثبان المكافئة إلى اتجاه الريح، أي يشير الوجه شديد الانحدار إلى اتجاه الريح.
- أطول الكثبان المكافئة المعروفة التي تم تسجيلها على الإطلاق لها ذراع زائدة يبلغ طولها حوالي 12 كم.
- تتكون الكثبان المكافئة عندما تبدأ النباتات الصغيرة في النمو على أطراف الكثبان الرملية.
- يتطلب تكوينها كميات معتدلة من الرمال والرياح القوية.
- تتشكل معظمها بالقرب من مناطق شاطئ البحيرة المعروفة باسم "منطقة البحار".
كثبان البارشان
- تكون على صورة هلال، ولها وجه شديد الانحدار تشير أطرافه بعيدًا عن الريح.
- تكون كثبان البارشان منفصلة عن بعضها البعض وتستمر في التحرك على طول سطح الصحاري القاحلة.
- تعد أكثر الأنواع شيوعًا مقارنة بالكثبان الرملية الأخرى الموجودة على الأرض والمريخ.
- يمكن أن يصل طول كثبان البارتشان إلى 9-30 مترًا، وعرضها 370 مترًا.
- تتشكل حيث تهب الرياح باستمرار من اتجاه واحد، وتتحرك على الأسطح الصحراوية بصورة أسرع من أي كثبان رملية أخرى، وبالتالي فهي أسرع الكثبان الرملية الموجودة على الإطلاق، وتتراوح سرعتها من 1-100 متر في السنة.
- توجد أكبر أنواع كثبان البرشان على وجه الأرض في صحراء تاكلاماكان "TAKLIMAKAN" في الصين.
- تعرف كثبان البارشان أيضًا باسم الكثبان المستعرضة.
- يعود الفضل إلى ألكسندر فون ميدندورف في إدخال كلمة بارشان في الأدبيات العلمية في عام 1881.
الكثبان الرملية العكسية
- توجد في المناطق التي تغير فيها الرياح اتجاهها بشكل دوري أو تعكس اتجاهها.
- تتشكل هذه الكثبان حيث يكون إمداد الرواسب وفيرًا.
- تتشكل الكثبان العكسية من خلال وجود اختلافات في الكثبان الرملية الأخرى، في الغالب النجمية والكثبان الرملية المستعرضة.
- يمكن أن تتحرك الكثبان الرملية العكسية أفقيًا إلى مسافة محدودة بسبب التحولات الموسمية في اتجاه الرياح.
- تمتاز بوجود وجهان منزلقان: الوجوه الانزلاقية الأولية والثانوية، ويشير الوجه الانزلاقي الثانوي إلى الاتجاه المعاكس كوجه الانزلاق الأساسي.
- تنمو الكثبان الرملية العكسية عموديًا.
طريقة تشكّل الكثبان الرملية
لتكوين الكثبان الرملية ، يجب استيفاء الشروط التالية:[3]
- أن يتم ترسيب الرمل بصورة أسرع من تآكل مادة العائق للسماح بتراكم الرمل.
- أن يكون هناك إمدادات وفيرة من الرمال المنقولة إلى الشاطئ من الانجراف على الشاطئ.
- أن يكون هناك نطاق كبير بين المد المرتفع والمنخفض، بحيث - عندما ينحسر المد - تتعرض مساحة كبيرة من الأرض، ويمكن أن تجف لتمكين الرياح من التقاط الرواسب.
- أن تكون الرياح قوية لنقل جزيئات الرمل، ومع ذلك، يمكن أن تتكون الكثبان الرملية أيضًا تحت الماء في الأنهار.
- أن يتوفر حاجز أو عائق للسماح بتراكم الرمل، وهنا، تميل المناطق ذات الغطاء النباتي المتناثر إلى تكوين العديد من الكثبان الرملية.
- أن يكون المناخ جافًا، حيث تؤدي الرطوبة عادة إلى ارتباط حبيبات الرمل ببعضها البعض مما يصعّب عملية النقل، بالإضافة إلى ذلك، تساعد الرطوبة على نمو النبات مما يعمل على استقرار الرواسب السائبة ويوقف حركتها.
من الجدير بالذكر أن الرياح القوية تنقل الرمال بإحدى الطرق الثلاثة:
- الوثب أو القفز (saltation): عندما تتحرك الرمال في تدفق مضطرب أو بطريقة ارتدادية قليلاً فوق الأرض، وفيها تنقل الرياح ما نسبته 95% من حبيبات الرمل.
- التعليق (suspension): عندما تتطاير حبيبات الرمل عالياً في الهواء وتستقر لاحقًا، وبهذه الطريقة يتحرك ما يقرب من 1% من الرمال التي تهبها الرياح.
- الزحف (creep): وفيها تتصادم حبيبات الرمل مع المكونات الأخرى (الحصى أو الطين) مما يدفعها إلى التحرك، ويُشار إلى أن ما نسبته 45% من حركة الرمال تستخدم هذا النوع من الحركة.
خصائص الكثبان الرملية
للكثبان الرملية وجهان: جانب مواجه للريح وجانب متجه للريح، ويشكل الجانب المواجه للريح جزءًا من الكثبان الرملية المحمية أو المواجهة بعيدًا عن الريح، بينما يمثل الجانب المتجه للريح جزءًا من الكثبان الرملية التي تقابل الريح.
عادةً ما يمتلك الجانب المواجه للريح منحدرًا حادًا يتشكل عندما تهب الرياح بالرمال فوق قمة الكثبان الرملية، ويشار إلى هذه الذروة على أنها منحدر من الكثبان الرملية، أو جانب اتجاه الريح من الكثبان الرملية، وعلى النقيض من ذلك، يمثل الجانب المتجه للريح الجزء المنحدر بلطف من الكثبان الرملية.[4]