معلومات عن الأخطبوط

معلومات عن الأخطبوط

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 02:36:39, 26 أكتوبر 2020



المحتويات


 

مقدمة عن الأخطبوط

تأتي كلمة الأخطبوط من اليونانية "októpus" والتي تعني "ثمانية أذرع"، وهي كائنات المحيط التي تشتهر بامتلاكها أذرعًا متعددة ورؤوسًا منتفخة ولديها ثلاثة قلوب وسائل أزرق (الحبر) تستخدمه لردع الحيوانات المفترسة، ولأنها مخلوقات خالية من العظم يمكنها عبور المساحات الضيقة.


تشمل الأخاطيب 289 نوعًا، وفقًا لمؤسسة الحيوان العالمية، وتشير الكلمة أيضًا على وجه التحديد إلى الحيوانات من جنس الأخطبوط مثل الحبار، ويُذكر أن معظم أنواع الأخاطيب تمتلك مجسات شفط أسفل كل ذراع، ولأن ثلثي الخلايا العصبية في هذه الكائنات موجودة في أذرعها وليس في رأسها فهذا يعني أنه يمكنها إنجاز العديد من المهام في وقت واحد كمعرفة وجود طعام في مكان معين من خلال أحد الأذرع مع محاولة فتح محار باستخدام ذراع أخرى.[1]



معلومات عن الأخطبوط

فيما يلي بعض المعلومات الهامة المتعلقة بالأخطبوط:[2]


- الذكاء: ويتضح ذلك من خلال:

* أظهرت الدراسات قدرة الأخطبوط على التنقل في المتاهات والتفوق في تجارب حل المشكلات التي تختبر الذاكرة طويلة وقصيرة المدى بالإضافة إلى مقدرتها العالية على التعلم.

* مع امتلاك عدد قليل جدًا من الردود الثابتة والمبرمجة مسبقًا تتفاعل هذه المخلوقات مع المحفزات والمشكلات بطرق متنوعة ويمكنها حتى تمييز ما هو ضروري للتعلم من أجل التقدم، فعلى سبيل المثال عند محاولة أكل البطلينوس فإن الأخاطيب تفتحها أو تستخدم مناقيرها إما لتكسير القشرة أو في الحفر لبلوغ اللحم.

* عندما درس الباحثون نشاط الأخطبوط لاحظوا أن الصغير منها يتكيف بسرعة ويستخدم تقنية أكثر نجاحًا، علاوة على مقدرتها على تمييز الأشكال والأنماط والألوان المختلفة.

* إن معرفة طريقة تعلم الأخطبوط لاستراتيجيات البقاء لا يزال مبهمًا، ولكن من المعروف عنها أنها تمارس التعلم القائم على الملاحظة للتكيف.

* أبلغ العديد من الصيادين عن تسلل أخاطيب على متن سفنهم وفتح العنابر وسرقة السرطانات، حيث ساعدتها مرونتها العالية في الدخول من خلال الثقوب والشقوق الصغيرة، وقد أظهر الأخطبوط المعرق على وجه التحديد القدرة على استخدام الأدوات المحيطة به من خلال استخدام قشور جوز الهند المهملة كمأوى متنقل.


- الشخصية: لاحظت باحثة في الأحياء البحرية تدعى جينيفر أ.ماذر بعد دراسة سلوك مجموعة من الأخاطيب أنها تظهر سمات شخصية مميزة، حيث كان البعض عدوانيًا أو فضوليًا بينما كان البعض الآخر خجولًا، وكان كل واحد في المجموعة متميز في سلوكه، ومع ثبات نمط معين من السلوكيات الفردية على الرغم من الوقت والظروف يمكن القول بالتأكيد أن الأخاطيب لها شخصيات مستقلة، وفي هذا تمكنت الباحثة من ملاحظة أربعة وأربعين أخطبوطًا أظهرت 19 سلوكًا متميزًا على مدار 3 اختبارات، وأظهر كل واحد منها الاستقلالية والعادات المميزة المختلفة التي تميزها كأفراد.



أنواع الأخطبوط

تشمل أنوع الأخاطيب الأكثر شهرة على:[3]


- أخطبوط جوز الهند: يسكن هذا النوع في المحيط الهادئ الاستوائي الذي تحده شواطئ تصطف على جانبيها أشجار جوز الهند، وقد سمي بهذا الاسم بسسب سلوكه في جمع قشور جوز الهند والأصداف البحرية الأخرى واستخدامها كمأوى.

تحمل أخاطيب جوز الهند كذلك الأصداف التي تعثر عليها من مكان إلى آخر ممسكة بها بستة أذرع أثناء المشي على قاع المحيط على قدمين، وحركتها على هذا النحو لافتة للنظر ومحيرة للعقل بنفس الوقت، ويُذكر أن هذه الأنوع تستخدم الأصداف وقشور جوز الهند للمأوى والدفاع.


- أخطبوط المحيط الهادئ العملاق: وهو أحد أكثر أنواع الأخاطيب شهرةً وحبًا، وهو أكبر الأنواع في العالم حيث يصل وزنه إلى 150 رطلاً وطوله إلى 15 قدمًا، ويُعرف أيضًا بقدرته على تغيير لونه وهي مهارة يشترك فيها العديد من رأسيات الأرجل على الرغم من أن أخطبوط المحيط الهادئ العملاق يفعل ذلك بطريقته الخاصة.

تستخدم أخاطيب المحيط الهادئ العملاق قدرتها على الاندماج مع محيطها لتصبح غير مرئية عمليًا، وتستخدمها أيضًا للتعبير عن الحالة المزاجية، ويُذكر أن هذه الأنواع تنتشر على أعماق 6600 قدم تحت سطح المحيط باحثة عن مجموعة كبيرة من فرائس القشريات من الجمبري إلى الكركند، كما أنها تصطاد وتتغذى على الأسماك والأخاطيب من أنواع أخرى.


- أخطبوط دامبو: هو في الواقع اسم لمجموعة من الأخاطيب التي تغطي أعماق البحار وكلها لها زوائد مميزة تشبه آذان الفيل "دامبو"، وتوجد في أعماق تصل إلى 13100 قدم مما يجعلها أعمق مسكن لجميع أنواع الأخاطيب، وفي حين أن معظم الأنواع صغيرة جدًا، فإن أكبر أخطبوط دامبو يبلغ 5 أقدام و10 بوصات ويزن 13 رطلاً، وعلى عكس الأنواع الأخرى لا يمتلك أخطبوط الدامبو على أكياس حبر ربما لأنها لا تصادف العديد من الحيوانات المفترسة في أعماق العالم الآخر.


- الأخطبوط ذو الحلقة الزرقاء: وهي واحدة من أجمل أنواع مع حلقات زرقاء زاهية تجعل الناظر يغرق بجمالها، ولكن هذا الجمال يخفي تحته سمًا قاتلًا، وهي تحذير بعدم الاقتراب منه أو لمسه مثل العلامات الحمراء على الضفدع السام أو عنكبوت الأرملة السوداء.

أشارت منظمة "Ocean Conservancy" أنه بالرغم من أن جميع الأخاطيب سامة إلا أن الأخطبوط ذو الحلقات الزرقاء له مكانه خاصة، حيث إن سمه أقوى 1000 مرة من السيانيد، وتمتلك كمية كافية لقتل 26 شخصًا في غضون دقائق، ولذلك ليس من المستغرب تصنيف هذه الأنواع كواحدة من أخطر الحيوانات في المحيط ومع ذلك فهي غير عدوانية، ويُذكر أن الأخاطيب ذات الحلقات الزرقاء تشمل أربعة أنواع وجميعها قاتلة، وتوجد في المناطق الضحلة والشعاب المرجانية في المحيطين الهادئ والهندي، وعادة ما تلدغ فقط عندما تشعر بالتهديد.


- الأخطبوط القزم الأطلسي: ينمو الأخطبوط القزم الأطلسي إلى ما لا يزيد عن 5.5 بوصة في الطول، ولكنها تمتاز بالمرح والذكاء الكبير حيث يمكنها حل مشكلاتها لجعل بيئتها تناسب احتياجاتها بطريقة مميزة، ويتضمن ذلك استخدام الأصداف والأشياء الأخرى كأماكن للاختباء وسحب الرمال من أعلى للتمويه الاحترافي، وتعرف هذه الأنواع بحبها للقشريات حيث تستخدمها كمأوى وكذلك تحب أكلها من خلال إفراز مادة لعمل ثقب في القشريات ثم تبصق لعابًا سامًا في الداخل لشل ضحيتها ثم تأكلها.


- الأخطبوط المقلد: وهو أكثر أنواع الأخاطيب إثارة للدهشة بفضل مهارته المذهلة في انتحال صفة الكائنات البحرية الأخرى، وبإمكانه تقليد ما يصل إلى 15 نوعًا آخر في محيطه وبذلك فهو النوع الوحيد في المحيط المعروف بتقليد هذا العدد الكبير من الحيوانات الأخرى.

يستطيع الأخطبوط المقلد تغيير لونه مثل غيره من المقلدين ليخفي نفسه، والأكثر من ذلك أنه يستطيع أن يلوي جسده ليأخذ شكل وسلوك العديد من الحيوانات بما في ذلك أسد البحر، وقنديل البحر، وثعبان البحر، والجمبري وسرطان البحر وغيرها، وبإمكانه كذلك محاكات أسلوب الحيوانات مثل سمكة الأسد فقط لتفادي الحيوانات المفترسة المحتملة.


- أخطبوط الشعاب المرجانية الكاريبي: يمكن لأخطبوط الشعاب المرجانية في منطقة البحر الكاريبي تغيير ألوانه وأنماطه وحتى نسيج جلده بسرعة لتتماشى تمامًا مع محيطه أثناء تحركه حول الشعاب المرجانية، وبالرغم من أن العديد من أنواع الأخاطيب ماهرة في التمويه إلا أن هذا النوع يعد من أفضلها بسبب قدرتة الكبيرة على التطابق مع خلفيته حتى لو كان يستريح على سطح متعدد الألوان، ويكاد يكون من المستحيل تقريبًا رؤية أخطبوط مرجاني كاريبي مموه.

تحتاج أخاطيب الشعاب المرجانية الكاريبي إلى مستوى عالٍ من القدرة على التمويه لأنها فريسة للأسماك العظمية وأسماك القرش الكبيرة التي تعيش في الشعاب المرجانية، ويُعرف عن هذه الأنواع أنها تخرج في الليل لتصطاد الأسماك والقشريات تحت غطاء الظلام.


- الأخطبوط ذو الأذرع السبعة: على الرغم من اسمه يمتلك أخطبوط ذو الأذع السبعة ثمانية أذرع، وتأتي التسمية الخاطئة من حقيقة أنه في الذكور تستخدم أحد أذرعها المعدلة خصيصًا لتخصيب البويضة في كيس يوجد أسفل إحدى عينيها، وهذا يجعل الأمر يبدو وكأنه يمتلك سبعة أذرع، ومن ناحية أخرى تمتلك الإناث ثمانية أذرع واضحة.

تتطابق هذه الأنواع تقريبًا مع حجم الأخطبوط العملاق في المحيط الهادئ، حيث يصل أطوالها إلى 12 قدمًا و165 رطلاً، وعلى الرغم من حجمها الكبير إلا أنها غير معروفة جيدًا نظرًا لكونها تعيش في الأعماق، وقد رُصدت بضع مرات فقط من قبل الباحثين الذين يستخدمون الغواصات تأكل قناديل البحر وأنواع أخرى من الأخاطيب.



تشريح الأخطبوط

ينتمي الأخطبوط إلى فصيلة الرخويات، وهي نفس فصيلة المحار والقواقع، ولكن يفصل العلماء الأخطبوط عن الرخويات ضمن فئة رأسيات الأرجل والتي تضم أكثر الحيوانات تقدمًا في الشعبة، وينتمي الحبار والنوتيلوس إلى هذه الفئة أيضًا، ويُذكر أن الأخطبوط تطور أكثر منذ نشأت رأسيات الأرجل قبل أكثر من 600 مليون سنة، وفي حين أن رأسيات الأرجل الأخرى لديها شكل من أشكال الغلاف الداخلي أو الخارجي، فإن الأخطبوط ليس لديه أي شكل.


تشير كلمة رأسي الأرجل إلى حقيقة أن أذرع هذه الحيوانات تتفرع مباشرة من رؤوسها، وبينما تمتلك بعض رأسيات الأرجل مخالب وأذرع لتلبية الحاجات المختلفة، يستخدم الأخطبوط أذرعه الثمانية لإنجاز جميع المهام من الأكل والحركة والصيد والتذوق والتزاوج.


خلف رأس الأخطبوط، مباشرة مقابل الذراعين، يمتلك الأخطبوط وشاحه، والوشاح عبارة عن هيكل عضلي للغاية يضم جميع أعضاء الحيوان، ولأن خياشيمها وقلوبها وجهازها الهضمي وغددها التناسلية كلها موجودة في هذه المساحة تحمي العضلات القوية في الوشاح الأعضاء وتساعد في التنفس والانكماش، كما يمتلك الأخطبوط أيضًا القمع وهو فتحة أنبوبية تعمل كمسار لتوجيه المياه، وبدلاً من الصدفة الواقية الموجودة في العديد من الرخويات الأخرى يمتلك الأخطبوط مجموعة مذهلة من آليات الدفاع أشهرها مقدرته الكبيرة على التمويه فهي أساتذة في التنكر، وبإمكانها تغيير جلدها ليأخذ مجموعة متنوعة من الألوان والقوام لتندمج مع محيطها.[4]




  

المراجع

[1]: livescience

[2]: octopusworlds

[3]: treehugger

[4]: animals.howstuffworks



عدد المشاهدات 3354


Top

Top