مكانة التعليم في الإسلام

مكانة التعليم في الإسلام

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

الإسلام والتعليم

بحلول منتصف القرن التاسع تضمنت المعرفة ثلاث فئات: العلوم الإسلامية، والعلوم الفلسفية والطبيعية (المعرفة اليونانية)، والفنون الأدبية، وقد كانت العلوم الإسلامية، التي تركزت على دراسة القرآن الكريم والأحاديث النبوية وتفسيرها من قبل كبار العلماء، تحظى بتقدير كبير.


مع انتشار الإسلام بين الشعوب المختلفة أصبح التعليم قناة مهمة لإنشاء نظام اجتماعي عالمي ومتماسك، وقد ركز التعليم الإسلامي المبكر على الدراسات العملية مثل تطبيق الخبرة التكنولوجية لتطوير أنظمة الري، والابتكارات المعمارية، والمنسوجات، ومنتجات الحديد والصلب، والأواني الفخارية، والمنتجات الجلدية، وتصنيع الورق والبارود وغيره، وبعد القرن الحادي عشر هيمنت المصالح الطائفية على التعليم وباتت العلوم الإسلامية في الطليعة وتلاشت المعرفة اليونانية تقريبًا، وتضاءلت أهمية الفنون الأدبية كسياسات تعليمية تشجع الحرية الأكاديمية، واستعيض عن التعلم الجديد بنظام يتميز بالابتكارات العلمية والمنح الدراسية الإبداعية، وانتشر هذا النظام في جميع أنحاء شرق الإسلام من ترانسكسانيا (تقريبًا طاجيكستان الحالية وأوزبكستان وجنوب غرب كازاخستان) إلى مصر، وأُنشئت 75 مدرسة خلال الفترة بين حوالي 1050 و1250 ميلادي.[1]



المصادر الرئيسية للتعليم في الإسلام

تشتمل المصادر الرئيسية للتعليم في دين الإسلام على القرآن الكريم والسنة النبوية اللذان يأتيان في غالبية مواضيع التعليم إن لم يكن جميعها لاشتمالهما على جميع أشكال المعرفة من سياسة واقتصاد وتجارة وغيرها، وفيما يلي المزيد من التفاصيل:[2]


'القرآن الكريم'

هو كلام الله تعالى، وهو النص الديني الأساسي للإسلام، وهو الكتاب المقدس الإسلامي الذي يمثل ينبوع الهداية الإلهية لكل مسلم، وهو النص العربي الفصيح البليغ الذي لا يُؤتى بمثله والذي نزل به جبريل - عليه السلام - إلى محمد رسول الله ونبي الإسلام.

تتناول مواضيع هذا الكتاب الكريم جميع جوانب الوجود الإنساني بما في ذلك مسائل العقيدة والتنظيم الاجتماعي والتشريع، ويؤكد القرآن الكريم على صدق الأنبياء الأوائل وما أرسلوا به، وبسبب اللغة السامية والرسالة العقلانية التي تدخل مباشرة لقلب الإنسان عند فهم مراد القرآن الكريم رفع هذا الكتاب الإلهي أتباعه بين الأمم والحضارات، وأرشد وسيرشد أولئك الذين يلجأون إلى الله بقلب مخلص في جميع الأوقات.


'السنة النبوية'

وتتمثل بما يُعرف بالحديث الشريف الذي يشير إلى أقوال وأفعال وتقارير وصفات النبي - صلى الله عليه وسلم - الخلقية والخلقية، وهي المصدر الرئيسي الثاني للتشريع.

خلال العقود القليلة الأولى بعد وفاة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - جمع الصحابة الكرام الاقتباسات والقصص المتعلقة بحياة الرسول محمد، وفي القرنين الأولين بعد وفاة النبي الكريم أجرى العلماء مراجعة شاملة للقصص وتتبعوا أصول كل متن إلى جانب سلسلة الرواة التي تتناقل المتن بهدف التحقق من صحة الحديث، حيث عدت رواية أولئك الذين كانت لديهم عيوب رواية ضعيفة، وقد عُرف هذا باسم علم الجرح والتعديل، وتمكن العلماء من خلال هذا العلم من تصنيف مجلدات تبين الأحاديث الضعيفة من الحسنة من الصحيحة، ويُشار إلى أن أكثر مجموعات الأحاديث تشتمل على صحيح البخاري وصحيح مسلم.



القيم التعليمية الإسلامية

لا يوجد نظام منفصل للأخلاق في الإسلام، والأهمية النسبية للعقل والوحي في تحديد القيم الأخلاقية مفتوحة للنقاش، وبالنسبة لمعظم المسلمين فإن التصرفات المسموح بها وتلك التي لا يُسمح بها تُعرف من حيث ما عرّفه الله تعالى في كتابه أو ما ورد في السنة النبوية، وعند الإشارة إلى القيم الإسلامية فإن ذلك ينطوي على ثلاثة أنواع رئيسية، هي:[3]

- الأخلاق: وتشير إلى الواجبات والمسؤوليات المنصوص عليها في الشريعة وفي التدريس الإسلامي بصورة عامة.

- الأدب: ويشير إلى الأخلاق المرتبطة بالتربية الجيدة.

- صفات الشخصية: وهي تلك التي يمتلكها المسلم الصالح باتباع النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - والاقتداء بهديه.


من بين الاختلافات الرئيسية بين الأخلاق الإسلامية والاخلاق الغربية التركيز على المبادئ الدينية الخالدة، ودور القانون في تطبيق الأخلاق، والفهم المختلف للحقوق، ورفض الاستقلالية الأخلاقية كهدف للتربية الأخلاقية والتأكيد على المكافأة في الآخرة كمحفز للسلوك الأخلاقي، بالإضافة إلى نشر المعرفة بما يجب على الناس فعله وما لا يجب فعله وتحفيزهم على العمل وفقًا لهذه المعرفة، ويمكن القول أن التعليم الأخلاقي يتعلق بالتغيير الداخلي وهو أمر روحي يأتي من خلال استيعاب القيم الإسلامية العالمية.



أثر التعليم على النهضة الإنسانية

كانت الإنسانسة، والمعروفة أيضًا باسم عصر النهضة الإنسانية، حركة فكرية تبناها العلماء والكتاب والقادة المدنيون في إيطاليا في القرن الرابع عشر وأوائل القرن الخامس عشر، وقد تطورت الحركة استجابة للاتفاقيات الدراسية في العصور الوسطى في التعليم في ذلك الوقت والتي شددت على الدراسات العملية والمهنية والعلمية المنخرطة فقط في إعداد الوظائف وعادة من قبل الرجال وحدهم، وكان رد الإنسانيون ضد هذا النهج النفعي سعيًا منهم إلى إنشاء مواطنة قادرة على التحدث والكتابة ببلاغة وبالتالي قادرة على إشراك الحياة المدنية لمجتمعاتهم، وكان من المقرر تحقيق ذلك من خلال دراسة "الدراسات الإنسانية" والمعروفة اليوم باسم "العلوم الإنسانية" والتي تشمل قواعد اللغة، والبلاغة، والتاريخ، والشعر والفلسفة الأخلاقية، وأدخلت الإنسانية برنامجًا لإحياء التراث الثقافي - وخاصة الأدبي - والفلسفة الأخلاقية في العصور القديمة الكلاسيكية، وتأسست الحركة إلى حد كبير على المثل العليا للباحث والشاعر الإيطالي فرانشيسكو بيتراركا، والتي كانت تتمحور في الغالب حول إمكانات البشرية في الإنجاز.


في حين أن الإنسانية بدأت كحركة أدبية في الغالب إلا أنه سرعان ما انتشر تأثيرها على الثقافة العامة في ذلك الوقت، وأعاد تقديم أشكال الفن اليوناني والروماني الكلاسيكي والمساهمة في تطوير عصر النهضة، واعتبر الإنسانيون العالم القديم ذروة الإنجاز البشري ورأوا أن إنجازاته يجب أن تكون نموذجًا لأوروبا المعاصرة، ولذلك ظهرت مراكز مهمة للإنسانية في فلورنسا ونابولي وروما والبندقية وجنوا ومانتوفا وفيرارا وأوربينو.[4]




  

المراجع

[1]britannica

[2]sites

[3]eprints

[4]lumenlearning



عدد المشاهدات 4206


Top

Top